الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الوسواس القهري عطل حياتي، فكيف أتخلص منه؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب عمري 29 سنة، مشكلتي بدأت وأنا عمري 13 سنة، حيث بدأت أكرّر وأعيد كل شيء في الوضوء، والصلاة، والطهارة، وأي حركة أفعلها، لكن شيئًا فشيئًا بدأت أتحكم فيها بالحزم، لكني أبقى قلقًا.

كذلك عانيت من أمراض نفسية أخرى، كالرهاب الاجتماعي، وعدم الثقة بالنفس، والاكتئاب، مما عطل حياتي.

ذهبت لطبيب نفسي منذ 10 أشهر، فقال لي: عندك اكتئاب، فوصف لي (الانفرانيل)، بدأت به بالتدريج إلى أن وصلت إلى 150 في اليوم، والآن منذ 4 أشهر أتناول 25 في اليوم، أحس بارتياح بنسبة 60، أريد أن أُشفى تمامًا من هذا المرض.

بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ soufiane حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك العافية والشفاء.

أيها -الفاضل الكريم-، الأفكار والأفعال المتسلطة عليك في موضوع الوضوء والصلاة والطهارة هي أفكار وأفعال وسواسية، وهذا يسمّى بالوسواس القهري، والوسواس كثيرًا ما يكون مرتبطًا بالقلق، وكذلك بالمخاوف، خاصة الخوف الاجتماعي، وهذا كله ينتج عنه اكتئاب نفسي في حوالي سبعين إلى ثمانين بالمائة من الناس.

إذًا حالة الاكتئاب التي شخّصها ووصفها الأخ الطبيب هو مُحق في ذلك، هو نوع من الاكتئاب الثانوي، وليس الاكتئاب الأساسي، وثانويته أتَتْ من أن الوسواس -ونسبةً لاستحواذه عليك- هو الأساس، وهو الذي تولَّد عنه الاكتئاب.

أيها الفاضل الكريم، حقّر هذه الأفكار، لا تتبعها أبدًا، احرص على الصلاة مع الجماعة، هذا -إن شاء الله تعالى- يجعلك تحسُّ بطمأنينة كبيرة، لا تكرِّر ولا تُعِدْ، حدد كمية الماء عند الوضوء، ويفضل أن تتوضأ من إناء كالإبريق مثلاً، ولا تستعمل ماء الصنبور حتى تتحكم في كمية الماء.

الجانب الآخر: عليك تطبيق تمارين الاسترخاء؛ لأن الوسواس كثيرًا ما يكون مصحوبًا بالقلق، إسلام ويب لديها استشارة تحت رقم (2136015)، أرجو أن ترجع إليها وتستفيد مما ذُكر فيها حول تفاصيل كيفية التعامل مع القلق والاسترخاء.

اصرف انتباهك تمامًا عن الوسواس من خلال ألا تترك مجالاً للفراغ الزمني أو الذهني. إذًا حُسن استغلال الوقت وإدارته بدراية جيدة يساعد كثيرًا في إزالة القلق، وفي ذات الوقت أكثِرْ من التواصل الاجتماعي، هذا يعطيك ثقة كبيرة في نفسك.

بالنسبة للعلاج الدوائي: (الأنفرانيل) لا شك أنه دواء ممتاز، وأنت الآن تتناول خمسة وعشرين مليجرامًا ليلاً، نسبة التحسن التي حدثت لك هي نسبة جيدة جدًّا، يجب أن تشعرك بمزيد من التحسُّن، وأنا أود أن أقترح عليك أن تضيف عقار (بروزاك)، والذي يعرف علميًا باسم (فلوكستين)، فهو دواء متميز، قليل الآثار الجانبية، يُعرف عنه أنه من الأدوية التي -بالفعل- تعالج الوسواس بصورة صحيحة، والدواء بالفعل هو محسِّنٌ للمزاج أيضًا، ويزيل القلق والرهبة.

الجرعة المطلوبة في حالتك هي كبسولة واحدة في الصباح، تتناولها لمدة شهرين، ثم اجعلها كبسولتين في الصباح لمدة شهرين، ثم اجعلها كبسولة واحدة في الصباح لمدة ستة أشهر، ثم اجعلها كبسولة يومًا بعد يومٍ لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء، وفي هذه الأثناء استمر على (الأنفرانيل) بنفس الجرعة، وهي خمسة وعشرين مليجرامًا ليلاً.

مراجعة طبيبك بالفعل سوف تكون أيضًا ذات فائدة كبيرة بالنسبة لك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً