الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سئمت من حياة الملل والكآبة، فهل من علاج سلوكي أو دوائي لحالتي؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا في عمر 25 سنة، متخرجة من الجامعة –ولله الحمد-، لا أظن أنني أعاني من حالة متأزمة أو صعبة، فأنا لا أشعر بالاكتئاب، وأحب الحياة، وأحب الخروج والتفسح، وأحب أن ألبس وأخرج، وأعتقد أن هذه الأمور لا يحبها المكتئب.

المهم: أنا عندي دائما أفكار سلبية، وأشعر بعدة أعراض:
أولا: بضيق في التنفس، بمعنى أنني أشعر بأن الأوكسجين لا يدخل جيدا للرئة، ربما أتوهم، لا أعلم! ثم إنني أكثر من التنهد حتى أشعر أن الأوكسجين دخل ثم أرتاح، هذه الحالة تلازمني منذ عدة سنوات، فبمرور عدة دقائق يجب أن أتنهد لأرتاح!

الحالة الثانية: أحياناً وليس دائماً أشعر بنوبات تأتي وتذهب، وكأنها مثل غيمة أو حجر على صدري، وهذا الشعور يحدث بالنهار، ولكنه يشتد عند الغروب، لذلك أنا لا أحب وقت الغروب، وهذه الحالة ليست جديدة، بل هي معي تقريبا منذ ثلاث سنوات تقريبا، ولكنني أكون في يومٍ بحالة جيدة، ويومين لا، وهكذا، وأحيانا أشعر بتنميل في أصابعي عندما تحدث هذه الحالة معي، وأدوخ.

وللعلم فأنا في حالة صحية جيدة –ولله الحمد-، وأتناول فيتامين دال، وحديد ومجموعة فيتامينات( ب1- ب6 - ب12)، والقلب أيضا سليم، وهذه الحالة تأتي لوحدها فجأة، وتذهب لوحدها بعد ساعة أو ساعتين من حدوثها.

الحالة الثالثة: أحيانا أشعر بدقات قلبي سريعة، وإذا قستها وجدتها طبيعية 80 أو 70-والحمد لله-، ومع هذا العرض أشعر بسرعة التنفس، فأنا أحيانا أشعر بحالة سرعة التنفس تتعبني وترهقني، تدوم معي ساعة أو ساعتين، ثم تذهب لوحدها وأهدأ، وعندما تحدث معي؛ أحب أن أجلس لوحدي ولا أتحدث مع أحد.

أشعر أن بداخلي توتراً وقلقاً وأفكاراص سلبية تراودني دائما، فأنا دائما أتخيل الموت والحوادث والأمور المخيفة، وصرت أخاف من الطائرة بشكل كبير ومرعب، وكلما سمعت بأحد مريض أو ميت أحس بخوف داخلي قوي، وأحس بتوتر قوي.

أنا لا أحب الليل وأخافه، ولا أحب غروب الشمس، فأنا أشعر بضيق، وأتخيل أشياء، وتأتيني الوساوس، مع أني قبل ذلك كنت إنسانة طبيعية، وعندما تأتيني تلك الحالة أحب الجلوس لوحدي بعيدا عن الناس، ولكني عندما أكون طبيعية تجدني أجلس معهم وأتحدث.

ملاحظة: أعاني من روتين يومي، فأنا ليس لدي وظيفة، وليس لدي أنشطة أقوم بها، وهذا يشعرني بالملل، ولا أعرف ماذا أعمل؟ وما هو العلاج السلوكي والدوائي الذي يفيدني؟

هل من حل لمشكلتي؟ هل دواء زولوفت جيد لي؟ وكيف أستخدمه؟ أم أن هناك دواء آخر؟ بشرط ألا يكون الدواء يسبب الإدمان.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنت بالفعل وبفضل من الله تعالى لست مكتئبة، ومجموعة الأعراض التي تعانين منها والتي لخصتها في ثلاث أو أربع نقاط –وبوضوح شديد– تدل على أنك تعانين من درجة بسيطة إلى متوسطة من قلق المخاوف ذي الطابع الوسواسي، وهذه حالة توترية، وهي ظاهرة وليست مرضًا، فلا تنزعجي أبدًا.

العلاج -أيتها الفاضلة الكريمة- هو: أن تكوني دائمًا إيجابية في تفكيرك، وأن تضعي خططًا آنية وخططًا مستقبلية، وتتجنبي الفراغ الذهني والمعرفي والزمني، وما تعانين منه من روتين: انظري إليه بإيجابية، حيث إنك تريدين أن تكوني من المتميزات في دراستك.

حسن إدارة الوقت دائمًا تعطي الإنسان الشعور بالأريحية الداخلية والراحة النفسية، وأنه مفيد لنفسه ولغيره.

أنت محتاجة لتطبيق تمارين الاسترخاء بكثافة، هذه التمارين متعددة ومفيدة، فهنالك تمارين التنفس التدرجي، وهنالك تمارين قبض وشد العضلات وبسطها، وهنالك تمارين عن طريق التأمل.

إنِ استطعت الوصول لأخصائية نفسية لتدربك على هذه التمارين؛ فهذا أمر جيد، وإن لم تستطيعي؛ فارجعي لاستشارة إسلام ويب والتي هي تحت الرقم (2136015) وسوف تجدين فيها بعض التفاصيل الجيدة والمختصرة، فاحرصي على تطبيقها، واسألي الله تعالى أن ينفعك بها.

بالنسبة للعلاج الدوائي: نعم الزولفت أو السبرالكس كلاهما من الأدوية النافعة في حالتك، يُضاف لأيٍّ من هذين الدواءين دواء آخر يُعرف باسم (إندرال)، واسمه العلمي (بروبرلانول)، وجرعة الزولفت في حالتك جرعة صغيرة، تبدئين بنصف حبة –أي خمسة وعشرين مليجرامًا– تتناولينها يوميًا لمدة أسبوعين، ثم تجعليها حبة كاملة ليلاً، وتستمرين عليها لمدة ستة أشهر، ثم تجعلينها نصف حبة يوميًا لمدة شهرين، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم تتوقفين عن تناول الدواء.

هذه جرعة صغيرة ومفيدة، وأعتقد أن حالتك لا تتطلب أكثر من ذلك، علمًا بأن الجرعة الكلية للزولفت هي أربع حبات في اليوم.

بالنسبة للإندرال: تناوليه بجرعة حبة عشرة مليجرام صباحًا ومساءً لمدة شهرين، ثم عشرة مليجرام صباحًا لمدة شهر، ثم توقفي عن تناوله. هو دواء مساعد وممتاز جدًّا لإزالة الشعور بالانشداد العضلي أو الخفقان، ومن هذه الناحية هو دواء مريح جدًّا، وله فعالية تضافرية مع الزولفت.

الإندرال لا يُسمح بتناوله بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من مرض الربو.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً