الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أجد صعوبة في التنفس بسبب التواء الأنف، هل تنصحون بحل جراحي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

عندما كنت صغيرة سقطت على أنفي فحدث التواء فيه، وبعدما كبرت لاحظت هذا الشيء، قرأت أنه من الناحية الشرعية جائز إجراء عملية له، هل هذا صحيح؟

أما من الناحية الصحية: فأنا لا أستطيع التنفس جيدا من إحدى فتحات الأنف، وقرأت أن دكتورا يدعى عبد الكريم فدا يقوم بالتجميل، وأنا مترددة في الذهاب له.

ما هي أحسن المستشفيات لعمليات تجميل الأنف في المملكة السعودية؟ وهل ستغير العملية من شكلي؟ أو هل سوف يحدث تغير كلي لشكل الأنف؟

وفقكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أفنان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الهدف من عمليات الأنف في الأساس تحسين التنفس الأنفي، والهدف الآخر هو التجميل، كما ذكرت فإن لديك قصة رض على الأنف أدت مع تطور النمو إلى انحراف في ظاهر الأنف، مع صعوبة في التنفس الأنفي لدى طرف واحد من فتحتي الأنف.

التشخيص على الأغلب هو انحراف في حاجز الأنف (الوترة)، مترافق مع انحراف ظاهر الأنف، ولا يوجد حل لهذه الحالة إلا بالجراحة، والهدف من هذه الجراحة تعديل وضع ظاهر الأنف إلى الشكل الطبيعي المستقيم والمتوسط للوجه، مع تعديل لحاجز الأنف إلى الخط المتوسط؛ بحيث يفتح مجرى الهواء في طرفي الأنف.

بالطبع سوف يتغير شكل الأنف والوجه بعد العملية، وهذا هدف أساسي لهذه العملية، وأنصحك بعدم الطلب من الجراح تصغير الأنف إلا ضمن الحدود الدنيا للمحافظة على وظيفة التنفس؛ لأنها هي الأهم من بين وظائف الأنف، ويليها الشكل الخارجي، وحيث أن تصغير الأنف سهل نسبيا، وأما تكبيره فيما بعد لفتح التنفس فهو تقريبا مهمة مستحيلة.

يجب التزام الحكمة في هذه العمليات، وتحديد الأولويات كما ذكرت لك، كما يجب الطلب من الجراح المحاولة بأن تكون نتيجة العمل الجراحي أقرب للشكل الطبيعي واللائق لك، والذي يصعب على الناس معرفة أنه قد أجري لك عملية، وعدم محاولة تصنيع الأنف بحيث يشبه فلانة أو غيرها، حيث أن ما يليق بغيرك قد لا يليق بك، وما يليق بك قد لا يليق بغيرك.

مع أطيب التمنيات بدوام الصحة والعافية لك من الله.

++++++++
انتهت إجابة الدكتور باسل ممدوح سمان، استشاري أمراض وجراحة الأذن والأنف والحنجرة.
وتليها إجابة الشيخ أحمد الفودعي، مستشار الشؤون الأسرية والتربوية.
++++++++

مرحبًا بك -ابنتنا العزيزة- في استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا، وحرصك على معرفة الحكم الشرعي والوقوف عند حدود الله تعالى، وهذا سبب -بإذن الله- لحياةٍ سعيدةٍ ومستقبلٍ زاهرٍ.

أما عن حكم إجراء العملية للأنف، فالجواب أن ما قرأته صحيح إذا كان المقصود من هذه العملية إزالة عيب ظاهر وإرجاع الأمر إلى طبيعته.

أما إذا كان طلبًا للحسن فقط ومزيدا من الجمال فهذا لا يجوز، ويكون داخلاً في تغيير خلق الله تعالى، والذي فهمناه من كلامك أن ثمَّ عيب حصل لك بسبب هذا السقوط، وهذه العملية الغرض منها إرجاع صورة الأنف إلى ما كانت عليه قبل هذا السقوط، فإذا كان الأمر كذلك فلا حرج عليك، ولنا فتاوى في هذا الموقع حول هذا.

نسأل الله تعالى لك دوام التوفيق والنجاح.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً