الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من وجود غدد ليمفاوية متورمة ومتضخمة

السؤال

السلام عليكم
أحب أن أشكركم على جهودكم، بارك الله فيكم، وجزاكم الله كل خير.

أعاني من وجود غدد ليمفاوية متورمة، أو متضخمة، لا أدري أي التعبيرين أصح؟! متواجدة في جميع أنحاء الجسم، وأكثر الأماكن أسفل الفكين والإبطين، خصوصا الأيمين، والمنطقة الأربية ( أعلى الفخذ).

توجد (عقيدات) أيضا أمام الأذن بالوجه، وبأصل الفخذ، وباطن الركبة، وواحدة أسفل الرأس من الخلف، حتى أسفل الذقن، وأغرب غدة متواجدة هي فوق (تفاحة آدم) أو أسفل الذقن بكثير، وحجمها كحبة الحمص، فما تشخيصها؟

الغدد متواجدة منذ سنة تقريبا، ولم أعان من أعراض أخرى تذكر كارتفاع درجة الحرارة أو التعرق الليلي أو الحكة أو نقصان بالوزن خلال هذه السنة.

قرأت معلومات مخيفة عن هذه الغدد، مما سبب لي الخوف والوسواس في قلبي وعقلي، وأصبحت لا أفكر سوى بهذا الموضوع! وأصبحت منعزلا، ولا أكلم أحدا، خصوصا أني قرأت أن من أسبابها فايروس hiv والعياذ بالله، والحمد لله، لم أخط خطوة بحياتي إلى الحرام.

كانت أول مرة في حياتي أقرأ عن تفاصيل المرض، وأنه قد تنتقل العدوى عن طريق الحلاقين وأطباء الأسنان مما سبب لي الرعب بحيث ليس لدي أدوات خاصة، فهل من الممكن أن تكون الغدد بهذا السبب؟ أرجو التوضيح.

لا أدري إذا كان وهما، لأني أحس الغدد متهيجة، كبيرة وقاسية، وأحسها تصغر بالحجم، ولا تكون قاسية أحيانا! والغدد غير ظاهرة أبدا فقط تحت الجلد أحسها.

أحجامها تختلف من حبة الزيتون فأصغر، والجهة اليمين من الرقبة أحسها أحيانا تكون متورمة، وأحيانا لا، من خلال مسكي لها بكفي، وأحيانا أحس هذه الجهة مشدودة.

علما أني دائما أطق رقبتي ومفصل كوع يدي، وقرأت أن الغدد المتورمة المنتشرة تكون بالمراحل الأخيرة عندما يضعف جهاز المناعة، هل المعلومة صحيحة؟

لم أعمل تحاليل سوى صورة للصدر، وcbc وesr وفحص سريري للكبد والطحال، وكانت سليمة جميعها، فهل تنصحوني بفحوصات أخرى؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا على تواصلك مع الشبكة الإسلامية.

إن العقد الليمفاوية جزء من الجهاز المناعي للجسم، وهناك ما يقارب 600 -700 عقدة ليمفاوية متوزعة في كل أنحاء الجسم، خاصة العنق والإبطين والمغبنين والبطن، والصدر، وهي يمكن الشعور بها عند بعض المرضى إلا أنها تكون عادة بحجم 1سم تقريبا، وبالمتوسط وتتراوح ( من 5 - 2 سم ) وهي تختلف من منطقة لأخرى في الجسم.

أنت ولله الحمد، عندك أقل من 2 سم، ولم تكبر مع الأيام، فضخامة العقد الليمفاوية المرضية يستمر حجمها بالزيادة مع الأيام، وتترافق مع أعراض أخرى كارتفاع الحرارة ونزول الوزن، والتعرق، وفقدان الشهية، وأعراض أخرى حسب المرض.

هناك العديد من الأمراض التي يمكن أن تسبب ضخامة العقد الليمفاوية، إلا أن حجمها يكون أكبر من 2سم ويزداد حجمها مع الأيام وأنت لم تذكر أنها تكبر حجمها، وقد تم إجراء تحاليل، وكانت طبيعية وصورة الصدر أيضا لم تظهر أي ضخامة في العقد الليمفاوية في الصدر.

إن مرور الوقت أكبر دليل على أن هذه العقد عندك طبيعية، فقد مرت سنة عليها، وهي لا يتزايد حجمها، ولم تظهر أي أعراض أخرى، فهذا يشير إلى أنها ليست مرضية، وهي طبيعية، ولا تحتاج إلى أي تحاليل أخرى أو علاجات.

لذا فاطمئن ولا تشغل بالك.
نرجو من الله الشفاء والمعافاة.
+++++++++++
انتهت إجابة د. محمد حمودة. استشاري أول - باطنية وروماتيزم
وتليها إجابة د. محمد عبد العليم. استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان
+++++++++++

نشكرك على التواصل مع إسلام ويب، وكل عام وأنتم بخير.

مخاوفك هذه هي انعكاس حقيقي لما أصبح مستشريًا بين الناس في هذا الزمان، وهذه هي المخاوف من الأمراض، والناس تُعذر في ذلك، حيث إن الأمراض قد كثرت، وموت الفجاءة قد كثر، والمعلومات الطبية أصبحت مُتاحة بصورة لم تُسبق من بعد، وبكل أسف كثيرًا من هذه المعلومات الطبية يكون مغلوطًا أو متباينًا أو غير صحيح، والناس في كثير من الأحيان لا تستند إلى المعايير العلمية الصحيحة حين يكون الحديث عن الأمراض.

أيها الفاضل الكريم: أرجو أن تطمئن، واسأل الله تعالى أن يعافيك في هذه الأيام الطيبة المباركة.

لا شك أنك متوجس ومتخوف حول هذه الغدد التي اكتشفتها أنها منتشرة في جسمك ومنذ عام، وأنا أقول لك: اطمئن، وهنالك خطوات بسيطة جدًّا عليك باتخاذها:

اذهب إلى الطبيب – أي طبيب، الطبيب الباطني، طبيب الأسرة – وسوف يقوم بمحاورتك ومناظرتك للتأكد من التاريخ المرضي الكامل، ومن ثم يقوم بفحصك، وسوف يقوم الطبيب أيضًا بإجراء بعض الفحوصات المختبرية، وهي بسيطة جدًّا، وإن تطلب الأمر يمكن أن تُؤخذ عينة من هذه الغدد حيث إنها سطحية والحصول على عينة منها أمر بسيط جدًّا، قد لا تحتاج لذلك أبدًا، لكن أنا أعتقد أن الذي سوف يقلل من روعك ويبعث الطمأنينة فيك هو الإجراء السابق الذي ذكرته، وهو متاح وسهل، وأنت تعيش في المملكة العربية السعودية والحمد لله تعالى بها إمكانيات طبية متميزة.

أسباب تضخم الغدد كثيرة جدًّا، وسوف يفيدك الإخوة الأعزاء – الأطباء الاستشاريين – في هذا السياق.

أعتقد أن الخطوة الأولى هي أن الطبيب سوف يتأكد هل هي غدد أم لا – أي الغدد الليمفاوية أم لا؟ والأمر الثاني: غالبًا تكون ناتجة من نوع من الالتهابات الباكتيرية التي حدثت لك فيما مضى.

هذه الغدد هي جزء أساسي وجوهري في جهاز المناعة الذي حبانا الله تعالى به، فهي قطعًا متصيدة الجراثيم والباكتيريا، وهذا من أكبر الأسباب التي تؤدي إلى تضخم الغدد، خاصة في منطقة الرقبة وأسفل الفكين، ونشاهد هذا كثيرًا عند الأطفال.

لا تنزعج – أيها الفاضل الكريم – وكن مطمئنًا، واتخذ الخطوات التي ذكرتها لك، وفي ذات الوقت اصرف انتباهك عن هذا الأمر بأن تكثف من أنشطتك الحياتية، تجتهد في دراستك، تمارس نوعًا من الرياضة، لا تنكب على هذه المشكلة وتبدأ في الهواجس والوساوس، وإذا تملكك التفسير الوسواسي هذا أمر مزعج، ويؤدي إلى ما نسميه بالقلق التوقعي، وهذا النوع من المخاوف قد يُدخلك في مخاوف حول أمراض أخرى، لكن أريدك أن تكون حازمًا، وأن تكون صارمًا وترفض هذا النوع من المخاوف الوسواسية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

++++++++++++
انهت إجابة د. محمد عبد العليم. استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان
وتليها إجابة د. سالم عبد الرحمن الهرموزي. استشاري الأمراض الجلدية والتناسلية
++++++++++++
الغدد الليمفاوية تشكل شبكة كبيرة منتشرة في كل أنحاء الجسم، وخاصة منطقة الوجه والرقبة والإبطين، وهي تقوم بدور الدفاع عن الجسم من الأجسام الخارجية غير الملائمة للجسم، وعندما تتورم أو تتضخم يكون هناك شيئا ما في الجسم تحاول التخلص منه، ولكن التضخم في الغالب يكون محسوسا أي لا يقل عن 4-5سم.

يستمر التضخم ويكون مصاحبا له بعض الأعراض، مثل ارتفاع درجة الحرارة إن كانت ليلا أو نهارا والتعرق والهزال أحيانا.

هناك قائمة طويلة من الأمراض التي تسبب هذا التضخم المنتشر في الجسم، منها الحميدة ومنها غير ذلك، ولا ينطبق ذلك على حالتك، خاصة بعد مرور سنة كاملة على وجودها لديك دون أن تزداد في الحجم أو تصاحبها أعراض أخرى.
بالتالي قد يكون ما تحس به هو وجود الغدد اللمفاوية العادية الغير مرضية، خاصة بعد أن عملت الأشعة الصدرية، ولم يتضح في الصورة أي تضخم في الغدد الصدرية، وأيضا من الفحص السريري لم يلاحظ الطبيب أن هناك تضخما في الغدد اللمفاوية يثير الشك ويستلزم تحاليل أخرى.

هذه الغدد الطبيعية غير المرضية عادة تكون محسوسة في الأشخاص غير البدناء فاطمئن.

لا مانع من زيارة طبيب الجراحة العامة بعد مرور ستة أشهر من الآن، أو لو لاحظت -لا سمح الله- أي تغير في حجم الغدد، وهذا للاطمئنان فقط ليس إلا.

حفظك الله من كل سوء.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • أوروبا همسات المطر

    يارب إشف كل مريض

  • أسبانيا سارة

    عندي نفس الأعراض ولاكن في المنطقة الاربية بعض الغدد عندي عندما أضغط عليها واضحة تحت الجلد حجمها بين حبة العدس وحبة البازلاء عملتلي وسواس بس بدون أعراض أخرى فقط غدد محسوسة

  • أمريكا عبدالله

    وفقكم الله انا اطمأن قلبي عندما قرأت

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً