الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الخوف بشكل عام، ما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم.
أشكر القائمين على هذا الموقع المبارك، وأسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتهم.

مشكلتي بدأت منذ الصغر، وهي الخوف بشكل عام، مما أثر على حياتي وزادت علي عندما صرت بعمر27 سنة، أنا أعمل صيدلانيا فأصبحت إنسانا منعزلا لا أحب مقابلة الناس، ومكتئبا وأفكاري دائما سلبية، والتغيير في حياتي شيء مرفوض بسبب الخوف، وشخص كسول، لدي تخبط في التخطيط، فكلما أريد أن أخطط تأتيني الوساوس الفكرية فأتوقف!

عندما تأتي مناسبة سعيدة أخاف بعدها أن يكون هناك شيء حزين! لا أدري لماذا هذا الشيء يراودني؟ أنا من النوع الكتوم عن مشاكلي، فلا أحب الحديث عنها حتى مع أهلي، لأني إن تكلمت قالوا: لست الوحيد الذي يعاني.

قرأت كثيرا عن مشكلتي والحلول، ودعوت الله كثيرا أن يزيلها عني، وشعرت بالحزن لما ألم بي، وأيضا خفت أن أستمر على ما أنا عليه فأصبح إنسانا بلا قيمة ولا فائدة، والله المستعان.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أعتقد أنك تعاني من حالة بسيطة تتمثل في وجود قلق المخاوف من النوع الاجتماعي، وهذا جعلك تحس بالانطوائية وتكون متخوفًا من التواصل الاجتماعي، وأعتقد أيضًا أنه لديك درجة من القلق الاستباقي أو القلق الافتراضي، مما جعلك حين تقدم على أي عمل أو فعل يتطلب مواجهة أو تفاعلا اجتماعيا هنا يسيطر عليك القلق، وهذا نوع من القلق المحبط جدًّا مما يُقلل من كفاءتك النفسية.

أخي الفاضل الكريم: الحالة بسيطة، يجب أن تعيد تقييم حالتك، أنت لديك أمور طيبة وإيجابية في حياتك، لديك المهنة، المهنة المحترمة جدًّا والتي من خلالها تستطيع أن تتفاعل مع الناس.

أريدك في أثناء عملك حين تُقدَّم لك مثلاً وصفة دواء من أحد المرضى لا تتعامل معها فقط من خلال أنك سوف تعرف أسماء الأدوية وتعطي المريض الدواء وتكتب عليها الجرعة، لا، أريدك أن تكون مسترسلاً، أن تشرح له بعض الشيء، تأخذ وتعطي معه.

أخي الكريم: هذا يبني جسورًا من المعرفة الاجتماعية، والمعرفة الاجتماعية تؤدي إلى تطوير المهارة الاجتماعية.

أمامك فرصة عظيمة جدًّا بأن تطور نفسك من خلال مهنتك المحترمة، وأريدك أيضًا – أخي الكريم – أن تحرص على صلاة الجماعة، الصلاة في الصف الأول خاصة خلف الإمام تؤدي إلى رفع الكفاءة النفسية الاجتماعية، نحن لا نشك في ذلك أبدًا، وأنا قمتُ ببعض البحوث في هذا السياق، ووجدت أن هذا من أفضل أنواع العلاج، وأضف إلى ذلك فهو مستقى من ديننا الحنيف، ولك إن شاء الله تعالى خيري الدنيا والآخرة.

أيها الفاضل الكريم: ممارسة رياضة جماعية مرة أو مرتين في الأسبوع، بالرغم من ظروف عملك، أعتقد أيضًا أنها سوف تعطيك همّة ودافعًا اجتماعيًا إيجابيًا.

طبق تمارين الاسترخاء، نحن ننصح بها دائمًا، وإسلام ويب لديها استشارة تحت الرقم (2136015)، ارجع لهذه التمارين وطبقها بحذافيرها وتستفيد كثيرًا.

أريدك أيضًا أن تطور نفسك مهنيًا: الدراسة، تحضير للماجستير، الدكتوراه، الإلمام بالصناعات الدوائية، وشيء من هذا القبيل، أعتقد أن ذلك سوف يساعدك كثيرًا، وعلى النطاق الأسري لابد أن تكون شخصًا فعّالاً.

أخي الكريم: أنت تعمل في الحقل الطبي، وأمامك فرصة أيضًا أن تقابل أحد الإخوة الأطباء النفسيين، وهم كثر جدًّا في الكويت، وأعتقد أنك سوف تستفيد كثيرًا من أحد الأدوية المضادة لقلق المخاوف.

عقار (زيروكسات/باروكستين) أو عقار (زولفت/سيرترالين) سوف يكون أيهما الأفضل.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك التوفيق والسداد، وكل عام وأنتم بخير، ونحن نقدر ثقتك جدًّا في إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • أمريكا صاحب الاستشاره

    جزاك الله خير ونفعنا بعلمك

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً