الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من تساقط الشعر الشديد وأريد علاجاً جذرياً... ساعدوني

السؤال

السلام عليكم

شعري يتساقط بشدة ويتقصف، لدرجة أنه أصبح قصيراً مثل شعر الرجال، ولم يكن هذا حاله من قبل، كان كثيفا وطويلاً، أصبح ضعيفاً جداً، ولا يوجد في العائلة حالة صلع وراثي، ولكنني أخذت العديد من الهرمونات بغرض الحمل لسنوات، وعمري الآن 34 سنة، وأعاني من انقطاع الدورة الشهرية منذ الصغر، وأعاني من الأنيميا، وتعالجت منه ولكنني لم أشعر بأي تحسن لمدة طويلة، رغم أن نسبة الحديد تصل إلى المعدل الطبيعي مع العلاج.

هل ينفعني حقن الميزوتيرابي أو البلازما؟ هناك طبيبة قالت لي بأن فروة رأسي ضعيفة جداً بسبب الهرمونات التى أخذتها والمنشطات، فهل هذا صحيح؟ وما العمل الآن؟ إنه يتساقط بشكل سريع حتى عندما أتوضأ وأمسح عليه يظهر يتساقط في يدي، ما هو الحل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رشا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالشعر الموجود في فروة يكوّن في ثلاث مراحل: مرحلة النمو الـ (Anagen) ومرحلة الكمون الـ (Catagen) ومرحلة السقوط الـ (Telogen) حوالي 90% من الشعر الموجود بفروة الرأس يكون في مرحلة النمو؛ ولذلك لا نشعر بحدوث تساقط بصورة ملحوظة بشكل يومي, ولكن عند حدوث أية مشكلات صحية تؤثر على نمو بويصلات الشعر بصورة مثالية, فإنها تدخل مبكرا في مرحلة الكمون والتساقط, ويستغرق الفترة من الدخول المبكر إلى مرحلة الكمون حتى حدوث التساقط حوالي 4 أشهر.

ولذلك إذا حدثت مشكلات صحية حادة مثل اتباع حمية غذائية قاسية, أو ارتفاع حاد في درجة الحرارة (الحمى) أو عدوى جرثومية شديدة، أو عمليات جراحية، أو ولادة فإن التساقط يكون ملحوظا بعد حوالي أربعة أشهر من الحدث الذي سببه.

أما إذا كان تساقط الشعر باستمرار, ولفترات طويلة فتوجد أسباب أخرى مثل الأمراض المزمنة, وأمراض الغدة الدرقية، الحميات الغذائية غير الصحية, ونقص تناول البروتين في الوجبات، نقص الحديد أو نقص عدد كرات الدم الحمراء, والأنيميا، تناول بعض الأدوية، التوتر والقلق.

أنصح بأخذ التاريخ المرضي بواسطة طبيب متخصص, وتوقيع الكشف الطبي على الشعر, وطلب بعض الفحوصات المتعلقة بالأسباب المتوقعة لتساقط الشعر, وتدارك وعلاج أية مشكلات أو أمراض -إن وجدت-.

النوع المذكور سابقا هو نوع من تساقط الشعر يسمى الـTelogen Effluvium، وهو النوع الذي يوجد به تساقط ملحوظ للشعر بشكل يومي, ويختلف عن الصلع الوراثي, وعلاج ذلك النوع من التساقط يكون بعلاج أو تجنب الأسباب التي أدت إلى حدوث التساقط, بالإضافة إلى استعمال بعض محفزات نمو الشعر, أو الفيتامينات, والمكملات الغذائية لفترة زمنية محددة؛ للمساعدة في عودة الأمور إلى سابق عهدها.

في حالتك تحديداً مشكلات الخلل الهرموني والدورة الشهرية التي تعانين منهما، والعلاج بالهرمونات قد يكون له أثر حقيقي في تساقط الشعر، وقد يكون مصحوباً أيضا بصلع وراثي، كذلك يجب علاج مشكلة الأنيميا المذكورة بشكل فعال ودائم.

من المهم التأكد من عدم إصابتك بالصلع الوراثي، وهو عادة لا يكون مصحوباً بتساقط ملحوظ في الشعر كما فى النوع السابق, وإنما يكون مصحوبا بحدوث فراغات في فروة الرأس, بالإضافة إلى صغر أو ضمور في الشعر في هذه الأماكن, ويمكن التعرف على ذلك من خلال فحص الشعر إكلينيكيا بواسطة الطبيب أو باستخدام بعض الأجهزة المساعدة، مثل ال Dermoscope، ويمكنك مراجعة الطبيب للتأكد من التشخيص وبدء العلاج المناسب مبكراً، إذا كان هناك أي مظاهر للصلع الوراثي، ومن الممكن أن يصاب المريض بنوعي التساقط معا.

أما بالنسبة لحقن البلازما الغنية بالصفائح الدموية أو الميثوثرابي فهي من التقنيات الحديثة المستخدمة في علاج تساقط الشعر بأنواعة المختلفة، وقد يكون لها أثر إيجابي، ولكن لا بد من تدراك وعلاج السبب المؤدي للتساقط، وبالإضافة إلى العلاجات والتقنيات المحفزة لنمو الشعر بصفة عامة.


بالنسبة لمشكلة تقصف الشعر، وقصر طوله، والأمور الأخرى المتعلقة بمظهره الخارجي، يجب التأكد من توافر العوامل المثالية التي تجعل الشعر ينمو في أفضل صورة وبشكل مثالي بالنسبة لكل شخص، والتأكد من عدم إصابتك بأية مشكلات صحية، وتدارك المشكلات وعلاجها كما ذكرت سابقا.

أيضا العناية الخارجية بالشعر من الأمور الهامة جداً في ذلك الإطار، والمعلومات التالية سوف تكون مفيدة في كيفية العناية بالشعر والاهتمام بالصحة العامة والتغذية الصحية، حتى ينمو الشعر في أفضل صورة، وبشكل مثالي بالنسبة لطبيعته، ولتدارك أثر العوامل الخارجية على مظهر الشعر مثل التقصف الذي ذكرته:

• الاهتمام بالتغذية الصحية -لا بد أن تحتوي على كمية مناسبة من البروتينات الحيوانية، والفيتامينات والمعادن- وشرب كمية كافية من الماء يومياً.

• الاهتمام بالصحة العامة وممارسة الرياضة لتنشيط الدورة الدموية لفروة الرأس، وتجنب التوتر والقلق، وأخذ قسط كاف من النوم يومياً.

• غسل الشعر باستخدام الشامبوهات، وتجنب استعمال الصابون بأنواعه على أن يكون التباعد لكي يبقى الشعر نظيفاً، وعادة ما يكون ذلك بمعدل من مرتين إلى ثلاث بالأسبوع، وتجنب استعمال الماء الساخن.

• يجب استخدام منعم الشعر Conditioner مع غسل الشعر باستمرار؛ لأنه بمثابة المرطب للشعر، يمكن استخدام الشامبوهات العادية المتداولة والبلسم الخاص بكل نوع، واختاري النوع الأنسب لك، الذي يجعل الشعر أسهل في التعامل، والتصفيف بعد الاستحمام، وقد يساهم ذلك في علاج أو التخفيف من مشكلتك.

• يفضل تجفيف الشعر برقة بالفوطة، ويفضل أن يتم تسليك التشابك بالأصابع، ثم بداية التسليك باستخدام مشط متباعد الأسنان من أسفل إلى أعلى، ثم استخدام الفرشاة في النهاية.

• لا تضعي أي مستحضرات يوجد بها كحول مثل: الجل والموس وسبراي الشعر على الشعر عند تصفيفه.

• تجنبي فرد الشعر بالكريمات الكيميائية أو بالتسخين، وكذلك تغيير اللون بالصبغات باستمرار، وبالأخص التي تحتوي على الأمونيا، ويمكنك عمل حمامات زيوت طبيعية بصورة متكررة مرة أسبوعياً لترطيب الشعر وفروة الرأس، ويمكن استخدام زيت الجوجوبا، أو جوز الهند، أو زيت الزيتون، وأيضا استخدام البلسم الذي يشطف أثناء الاستحمام بعد غسيل الشعر بالشامبو من الأمور المهمة، أيضا لترطيب الشعر وتنعيمه وتسهيل تصفيفه -كما ذكرت سابقا-.

وأخيرا يوجد حاليا أنواع من البلسم التي تترك على الشعر بعد الاستحمام مثل:Decros nourishing and reparative conditioner or Nutricerat serum.

وفقك الله، وحفظك من كل سوء.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً