الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل الاستغراق في الخيال ومقت الواقع، وعدم الانسجام معه حالة طبيعية؟

السؤال

السلام عليكم
لدي سؤال يدور في خلدي: هل الاستغراق في الخيال ومقت الواقع، وعدم الانسجام معه حالة طبيعية؟ فمثلًا أنا أقضي جل وقتي في مشاهدة الأنمي، وقراءة قصص ومقالات الخيال العلمي وما وراء الطبيعة، وأصبحت مؤخرًا أكره الواقع، وأتخيل نفسي أني في عالم الأنمي الساحر أو القصص الخيالية. علمًا بأن أحوالي الأسرية ممتازة، ولكني غير اجتماعية، ولا أحبذ التواصل مع الآخرين، وأصدقائي قليلون جدًا، وتواصلي معهم شبه منعدم.

وشكرًا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ لولو حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكراً لك على التواصل معنا والكتابة إلينا.

الخيال شيء رائع، ولم يخلقنا الله تعالى قادرين على هذا التخيّل إلا لفائدته لنا، فكيف يمكن أن يعيش الإنسان لولا فسحة الخيال، فحقائق اليوم خيالات الأمس، وخيالات اليوم حقائق الغد، كما يقولون. ولكن وككل شيء آخرفي هذه الحياة، ما زاد عن حده انقلب إلى ضده.

لا شك أن طبيعة طفولتك، والتربية والتعليم الذين تلقيتهما ربما يفسران زيادة ميلك إلى هذا الخيال.

لا أنصح بأن تضعي لنفسك هدفاً هو الامتناع الكلي عن عالم الخيال، فالأمر مستحيل أولاً، ولن تستطيعي ولو أردته، وستشعرين بالانتكاس في أقرب وقت، مما قد يؤثر سلبياً عليك وعلى نفسيتك.

من الواضح أنك قد انتبهت مؤخراً لمضار الكثير من عالم الخيال، والابتعاد عن الواقع، وربما تفكرين بضرورة الخروج من عزلتك في عالم الخيال، والاختلاط أكثر بالناس والواقع، ولا شك أن هذا سيتحسّن مع الوقت، وسيكون هذا بفضل جهودك الخاصة، فاحرصي عليه.

وربما وراء هذا الميل للخيال شيء من الخجل أو الارتباك الاجتماعي، فانتبهي ألا يدفعك هذا الخجل أو الارتباك للانسحاب من الأنشطة الاجتماعية ومن لقاء الناس، والهروب في عالم الخيال، فهذا التجنب لا يحل المشكلة، وإنما يعقـّدها، ولحد أنه قد يصل لدرجة الخجل الاجتماعي، والذي لا يبدو أنه موجود الآن، ولكن انتبهي لهذا.

وسررت وحمدت الله تعالى أن ظروفك الأسرية طيبة وبخير، وإلا لقلت في نفسي أن عالم الخيال عندك ما هو إلا هروب من واقع المشاكل الأسرية، فاحرصي على هذه النعمة التي منحك الله إياها، فهي قد تتيح لك فرصة إضافية للقاء الناس والاختلاط بهم، والخروج رويداً رويدًا من عالم الخيال.

حفظك الله ورعاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً