الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتخلص من الأكزيما التأتبية المزمنة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عمري20 سنة، حالتي عبارة عن حساسية جلدية، بدأت وعمر 8 سنوات، وهي مستمرة معي حتى الآن، ولم أكن أعاني من أي نوع من الحساسية، وكنت طبيعيا جداً، ولكن في أحد الأيام وأنا بعمر 8 سنوات أو 9 سنوات دخلت للاستحمام، وقمت باستخدام (الليفة)، وبعدها شعرت بنار في جسدي، وحكة غير طبيعية (في السابق كنت أستخدمها بشكل طبيعي).

ثم بدأت حالتي تتطور تدريجياً، ولم تعد مقتصرة فقط على استخدام (الليفة) في الاستحمام، لا بل أصبح أي شيء يلامس جلدي من كتفي حتى مشط القدم يسبب لي حساسية وحكة غير طبيعية، قد تستمر لساعات إذا تجاوبت معها، وقمت بحكها.

أثناء تصفحي موقع طبيب (دوت كوم) وجدت موضوعا بعنوان: الحكّة الجلدية أسبابها وعلاجها، للدكتور: عبد العزيز بن ناصر السدحان، شعرت وكأنه يقوم بكتابة حالتي، وسأقتبس بعضا من كلام الدكتور عبد العزيز والذي حدث معي بالفعل:

العلامات والأعراض: قد تحدث الحكة الجلدية في مناطق صغيرة، مثل الذراع أو الساق، أو قد تشمل الجسم بكامله، ويمكن أن تحدث حكة الجلد بدون أي تغيرات ملحوظة في الجلد، أو قد تصحب بما يلي:

- احمرار.

- بثور أو بقع وفقاعات جلدية أثناء الحك.

- جفاف وتشقق في الجلد.

وقد تستمر الحكة لفترة طويلة، وقد تصبح الحالة حرجة، وكلما حك المصاب أو خدش جلده كلما زاد الشعور بالحكة، وبالتالي لكسر هذه الحلقة يحتاج المصاب إلى عزيمة قوية، وأن أشعر بتألم وعذاب عندما أحاول منع نفسي من الحك.

هذه هي الأعراض التي تحدث معي عندما يلامس جلدي أي شيء من الكتفين إلى مشط القدم منذ 12 سنة.

ذهبت إلى طبيبة جلدية منذ 8 سنوات تقريباً، ولكن لم أشعر براحة بطريقة العلاج التي تتبعها، وكنت طفلا في ذاك الوقت، ومن ثم لم أذهب إلى طبيب، واستسلمت للأمر الواقع.

أرجو إفادتي ماذا أفعل، مع العلم أني أريد علاجا نهائيا، ولا أريد مسكنا كالأدوية أو الكريمات المسكنة المؤقتة، لا، بل أريد حلا جذريا.

أرجو أن أجد حلا فوالله أنا أعاني منذ 12 سنة، وأشعر بأني غير طبيعي، ومحروم من جميع النشاطات الجسدية، كالرياضة والسباحة وخلافه، والأمرُّ من ذلك أني محروم من الاستحمام، ولا أستطيع أن أستحم بالصابون أو استخدام الليفة.

ومع مرور الوقت قام الجلد بتكوين طبقة من الطين، ثم مع مرور الزمن أيضاً هذه الطبقة جفت، ولا أستطيع أن أزيلها عن جلدي ألا باستخدام الصابون والليفة.

قرأت كثيراً عن الحكة الجلدية، ووجدت بأن أقرب تشخيص لحالتي هو الأكزيما المزمنة، فإذا كنت أعاني منها؛ أرجو إخباري بالحلول المناسبة من أدوية وخلافه.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

من خلال الوصف المذكور أتصور أنك تعاني من الأكزيما التأتبية المزمنة كما ذكرت، وهو نوع مزمن ومتكرر، بمعنى أنه قد يختفي أو يقل في بعض الأحيان، ثم يعاود الظهور مرة أخرى، ويختلف في شدة الإصابة من مجرد جفاف بسيط، وتشققات، إلى التهاب حاد مصحوب باحمرار، وحبوب بها حكة، أو فقاعات، أو إفرازات وقشور، وربما يكون مصحوبا بزيادة في سمك الجلد إذا لم يتم العلاج بصورة فعالة.

وفي حالتك يجب أن يكون العلاج تحت الإشراف الطبي؛ لأن نوعية العلاجات المستخدمة في الغالب تحتوي على الكورتيزون الموضعي، وربما بعض العلاجات الأخرى، والطبيب يختار المستحضر المناسب على حسب درجة انتشار الأكزيما وشدتها، وكذلك مكان الإصابة، وهذه الكريمات وتلك العلاجات فعالة في حالتك بشكل كبير، وسوف تساعدك على الحياة بشكل طبيعي، ويجب استخدام تلك المستحضرات بعد وصفها من قبل الطبيب لفترة قصيرة، وبشكل متقطع حتى نقلل من الآثار الجانبية المحتملة جراء استعمالها، ويجب استعمال الكريمات المرطبة باستمرار لعلاج الجفاف والتشققات المذكورة، وللتقليل من الحاجة إلى استعمال الكريمات الطبية.

ينصح أيضا بتجنب التلامس مع المواد المثيرة، مثل المنظفات المعطرة، والأنسجة الصناعية والأصواف وغيرها، وأنصح بالاستحمام بأنواع محددة من منظفات الجلد المخصصة للجلد الجاف، أو المصابة بالأكزيما مثل: (Lipikar gel) على أن تقوم بترطيب الجلد مباشرة بعد الاستحمام.

أتمنى لكم التوفيق، وحفظكم الله من كل سوء.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً