الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بأن أحدًا يكلمني وينصحني للخير.. هل هذه أوهام؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عمري 28 عامًا، أحيانًا أشعر بأن أحدًا يكلمني، وأنا وحدي، وأظن أنها رسائل هداية من الله، كأن يكون ملك كريم يكلمني، ويعطي لي النصيحة ويعطيني بشريات في الحياة الآخرة، فما تفسير ذلك؟

مع العلم أني في الفترة الحالية أعاني من الخوف الاجتماعي، ولا أحب الخروج إلى الأماكن العامة، وأخاف من مواجهة الناس، وأحس بانطوائية، وكنت من قبل أعاني من الاكتئاب، وشفيت منه، فهل ما أشعر به من رسائل من الله حقيقية؟ علمًا بأني ملتزمة إلى حد ما، وأحرص على تجديد التوبة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نورا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هنالك ظواهر كثيرة جدًّا في الطب النفسي، منها أن تأتي للإنسان خاطرة يسمعها في شكل صوتٍ، أو يراها أمامه كذاكرة بصرية، لكن موضوع الأصوات وسماعها نحن نأخذه أخذًا جادًا في الطب النفسي؛ لأنه قد يكون دليلاً على أحد الأمراض الهامة.

شعورك بأن أحد يكلمك وأنت أعطيت هذا الكلام أو هذه الظاهرة التفسير كأنها وسائل هداية من الله، وكأن هناك مَلَكا كريما هو الذي يكلمك ويعطيك النصيحة ويعطيك بشريات في الحياة الآخرة، قطعًا مثل هذه الأفكار أو الكلام أو الظاهرة أو الرسائل إيجابية المحتوى، لكن من حيث الناحية النفسية ليست ظاهرة صحيَّة، لا بد أن أكون أمينًا معك.

الإنسان ليس له تواصل مع العالم الآخر، كل الذي نعرفه أن الإنسان فكره الداخلي، ومقدراته المعرفية هي في حيز محدد، لا تخرج ولا تدخل، واستلهامك لهذه الأصوات أعتقد أنها ظاهرة ليست صحيَّة مائة بالمائة، لذا أنصحك أن تذهبي وتقابلي الطبيب النفسي، وسوف يقوم الطبيب النفسي بإجراء المزيد من المناظرة والاستقصاء وتشريح هذه الظاهرة، فإن كانت في شكل أصوات أو أفكارٍ تُسمع، هنا لا بد أن تتناولي أحد العلاجات التي سوف تُوقف هذه الظاهرة.

الخوف الاجتماعي هو نوع من القلق، وظاهرة الانطوائية عندك ظاهرة نفسية سلبية بعض الشيء، وربما تكون هذه الظواهر مرتبطة مع بعضها، (الانطوائية، الخوف الاجتماعية، القلق، ظاهرة استشعار سمات الأصوات بالرغم من أنها متفائلة، ووجود اكتئاب فيما مضى) أعتقد أن مقابلة الطبيب النفسي مهمة جدًّا في حالتك، وأنت تعيشين في مصر، -الحمد لله تعالى- والأطباء النفسيون المتميزون كثر في مصر، اذهبي، وعلاج حالتك - إن شاء الله تعالى - سوف يكون بسيطًا.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية بسام

    احببت ان اشارككم التالي ان 1- من الهداية هداية التوفيق والإلهام: وهذا النوع من الهداية مبتدؤه من العبد ومنتهاه من الله جل وعلا؛ يعني أن الله جل وعلا يمن بتوفيقه وبإلهامه وتسديده للعبد بسبب من العبد
    2 --الإلهام في الآراء والتسديد في الأقوال كما حصل مع سيدنا عمر
    3 -ومن هذا القبيل ما أثر عن مكحول:« ما أخلص عبد قط أربعين يوما إلا ظهرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه (مدارج السالكين)

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً