الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخاف من الأمراض والمستقبل والموت.. فكيف الخلاص؟

السؤال

أولاً: أشكركم جزيل الشكر، وجزاكم الله خيراً على ما تقومون به من أجلنا.

ثانياً: مشكلتي التي تنغص على حياتي الخوف والقلق: الخوف من الموت، والخوف من الأمراض، والخوف من المستقبل، ولدي عدم رغبة بعمل أي شيء، وأعاني من خمول، وكسل، وتعب، وإرهاق، وأعاني من نسيان، وأعاني من القولون، وقد أصبت قبلُ بالجرثومة، وتعالجت منها.

من بعد رمضان مباشرة أحس بتعب وكأني مريض، فذهبت إلى أكثر من طبيب، وعملت أكثر من تحليل، وكلها ولله الحمد جيدة.

حللت فيتامين (د) وكان ناقصا، كانت نسبته (8)، وبعد شهرين عملت تحليلا، وكان 37، وعملت تحليل (ب12) وكان ناقصا كما أخبرني طبيب المختبر، وكانت نسبته (88).

أكثر ما يتعبني في هذه المدة الخوف من الموت، خاصة الموت المفاجئ، وأحس دائماً بنغزات في جهة اليسار، مع تنميل باليد، وانتفاخ للعروق باليد اليسار، وأحس بتعبٍ وإرهاق وصداع، فأكلي قليل بسبب خوفي من انتفاخ القولون وما يسببه من ضيق لي، وليس لدي أي رغبة بالعلاقة مع زوجتي، وعندي ضعف انتصاب خلال هذه المدة.

لا أعلم هل نقص فيتامين (ب12) له علاقة! وكم يكون الطبيعي؟ وهل حالتي نفسية أم عضوية؟ وهل هناك علاج؟ أريد علاجا لا يسبب الإدمان، ويكون محسنا للنوم، وبسيطا، ويكون سعره مقبولاً.

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنت تعاني من قلق المخاوف، وقلق المخاوف دائمًا يسبب نوعا من الوساوس، والخوف من الموت هو أكثر أنواع الخوف شيوعًا، والذين تعرضوا لنوبات قلق حاد، أو ما يعرف بنوبة الهرع والفزع؛ دائمًا يتولد لديهم الخوف من الموت.

أخي الكريم: أنا على ثقةٍ أن قناعاتك حول الموت هي قناعات المسلم، وهو أن الموت لا بد منه، وأن الأعمار بيد الله، وأن خوف الإنسان من الموت أو عدم خوفه منه لا يزيد في عمر الإنسان ولا ينقصه لحظة واحدة، والمؤمن المسلم الكيّس الفطن يعمل لآخرته كما يعمل لدنياه.

هذا هو المبدأ الذي يجب أن تنتهجه، وأنا على ثقة تامة أنك على قناعة به.

فحوصاتك جيدة، ما عدا نقص فيتامين (د)، وهذا يتم تعويضه، وبالفعل أنت قمت بتعويضه، حيث إن نسبة (37) تعتبر نسبة ممتازة جدًّا، والنقص الذي لديك في فيتامين (ب12) قليل، أي نسبة أكثر من مائتين وأربعين مقبولة جدًّا، وتناول أي مركب فيتاميني سوف يساعدك.

أيها الفاضل الكريم: حالتك ليست عضوية، حالتك نفسية بسيطة، والذي يظهر لي أنه أصلاً لديك قابلية للقلق وللخوف، لأنك ذكرت أنك تعاني من أعراض القولون العصبي.

أخي الكريم: أنت محتاج لممارسة تمارين رياضية منتظمة مثل رياضة المشي، ومحتاج أن تنظم وقتك، وأنصحك أيضًا بتطبيق تمارين الاسترخاء، فارجع لاستشارة إسلام ويب والتي هي تحت رقم: (2136015) ففيها تفاصيل جيدة جدًّا، وحين تقابل طبيبك يمكن أن يصف لك أحد الأدوية المضادة لقلق المخاوف، ومن أفضل هذه الأدوية عقار (سبرالكس) يُضاف له جرعة صغيرة من عقار (جنبريد) والذي يعرف علميًا باسم (سلبرايد).

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً