الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصبت بالخوف بسبب كثرة التفكير في شخصيتي.. هل لكثرة تناول الشاي علاقة بذلك؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

انا طالبة في السنة الأولى من الجامعة، وعمري 18 سنة، مشكلتي بدأت منذ 3 سنوات تقريبًا، وهي كثرة التفكير والخوف خصوصًا في شخصيتي والتفكير في أشياء قد حصلت، أو في المستقبل.

بعدها بفترة أصبت بالحزن وضيق الصدر، وأحاسب نفسي كثيرًا، وفي بعض الأشياء أحس أني لا أستحقها، وأي مكان دراسي جديد أشعر بعدم الارتياح فيه والتردد، وأصبحت الآن أفضل الجلوس لوحدي وصعوبة في تقبل الآخرين، مع العلم أن لدي أصدقاء وعلاقات اجتماعية كثيرة.

حاولت أن أعدل من شخصيتي -والحمد لله- ثقتي بنفسي تزيد، وتغلبت على نسبة كبيرة من الخجل، هل من الأسباب كثرة شرب القهوة والشاي؛ لأني أشربها بمعدل أكثر من الطبيعي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ noura حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله تعالى أن يوفقك في دراستك الجامعية، وأن تكوني من المتميزات والمتفوقات، ولا شك أن الدراسة الجامعية هي مدخل ممتاز جداً للإنسان لينمي ذاته ويبني شخصيته، ويوسع من مهاراته ومقدراته.

أيتها الفاضلة الكريمة: كثرة التفكير والخوف والتوجس هي من السمات التي توجد لدى كثير من البشر، ونحن الآن نعيش في زمان كثر فيه الخوف، والتردد، والقلق حول المستقبل، والناس بصفة عامة قليلة الطمأنينة إلا من رحم ربي، الخوف هو نوع من الطاقات النفسية التي إذا أدرناها إدارة حسنة يمكن أن نستفيد منها كثيراً.

فيا أيتها الفاضلة الكريمة: اجعلي هذا الخوف خوفاً إيجابياً لتكوني أكثر حرصاً في دراستك، وترتبي أوضاعك وتديري حياتك بصورة جيدة، لكن لا تكوني حساسة، لا تفرطي في محاسبة ذاتك، خذي الحياة ببساطة أكثر، وكوني أكثر تفاؤلاً، ليس هنالك ما يحزنك أبداً، وأنت في هذا العمر الجميل، وفي هذه المرحلة الممتازة من حياتك، انظري للمستقبل بإيجابية وأمل ورجاء، عيشي الحياة بقوة، وزعي وقتك بصورة ممتازة، لا تجلسي وحدك أبداً.

التفاعل الاجتماعي مطلوب، ويجب أن تكوني فعاله في داخل البيت، وأنت لديك سمات اجتماعية طيبة جداً فانظري إلى الجانب الجميل والتفاؤل في حياتك، وهذا هو الذي تحتاجين إليه.
ممارسة الرياضة التي تناسب الفتاة المسلمة، القراءة الاطلاع، شيء من تمارين الاسترخاء، هذا كله إضافة إيجابية جداً بالنسبة لك.

بالنسبة للإكثار من شرب القهوة والشاي -أيتها الفاضلة الكريمة- هذا لا بد أن يكون له أثر سلبي؛ لأن الكافيين وهو المادة النشطة التي توجد في القهوة والشاي تثير عند الإنسان مستوى اليقظة، وحتى مستوى القلق في بعض الأحيان فكوني وسطية في شربك للشاي والقهوة، ولا تحرمي نفسك، لكن الإكثار مشكلة كبيرة، لا أراك محتاجة لعلاج دوائي -إن شاء الله تعالى- الذي بك هو أمر عارض، وليس أكثر من ذلك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، أسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً