الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كلما تخيلت وقوع شيء لي أمام الناس يحدث ذلك فعلا.. ما هذه الحالة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لا أعرف ما المرض الذي أعانيه؟

مشكلتي: أنني إذا فكرت في أي حاجة أتخيلها في الواقع، تحدث، مثلا: أنا فكرت أنني إذا خرجت من البيت سوف أبكي والناس يروني أبكي، فيحدث ذلك حقيقة، أخرج وأنا متضايق وآثار البكاء على وجهي، فأخجل أن يراني أحد وأنا على هذه الحالة.

مثلا: أتخيل أنني إذا خرجت سأضحك ونفس الحالة أخرج وأنا أمشي وأضحك، وكل الناس ينظرون لي، ويقولون: هذا مجنون يضحك، الأفكار تكون في رأسي وتظهر حقيقة أمام الناس.

علمًا أنني خرجت من عملي وجلست في البيت، والآن جاءتني فرصة وظيفية كنت أتمناها منذ زمن، وأخاف أن تذهب مني بسبب هذه الحالة، علما أني أستخدم حبوب ميرزاجن للنوم فقط، ولا أستخدم أي حبوب أخرى.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هذا نوع من التطبع الوسواسي، كثيرٌ من الناس تأتيهم مشاعر تجعلهم يفكرون في بعض الأشياء ويتوقعون أنها سوف تحدث، وربما يُصادف أن تحدث، أو يكون الإنسان تحت تأثير تفاعل وجداني معين ثم بعد فترة من الزمن، أو حين يكون تحت ظرف مخالف يأتيه نفس الشعور، وهكذا، فهذا تطبع وسواسي وليس أكثر من ذلك.

أولاً: هذه الفكرة يجب أن تُقاومها تمامًا، يجب أن تحقّرها تمامًا، ويجب ألا تكون متطيرًا، أو متوجسًا، أو موسوسًا، قم بالفصل التام ما بين أفكارك هذه وما سوف يقع، ما سوف يقع علمه عند الله، وعش حياتك بصورة طبيعية جدًّا، والذي يظهر لي أنك أصلاً لديك جوانب قلقية، والقلق هو الذي جعلك تعاني من صعوبة في النوم، وأصبحت تتناول عقار (ميرزاجن) من أجل النوم.

الذي أراه بجانب التجاهل لهذه الظاهرة التي تعاني منها: يجب ألا تضيع الفرص التي تراها مناسبة إذا كانت في وظيفة، أو في غيرها، يعني لا تجعل هذه الأفكار أو هذه الظاهرة سببًا، وأنا أؤكد لك أن ما تستشعره أنت لا يُلاحظه الناس أبدًا، الوساوس ملك لصاحبها وليست مِلكًا لغيره.

أخِي الكريم، نصيحتي لك هي: ألا تستعمل حبوب الـ (ميرزاجن) بكثرة، رتِّب نومك من خلال ممارسة الرياضة، وتجنب النوم النهاري، والحرص على الأذكار، وفي ذات الوقت يمكن أن تتناول عقار مثل: (فافرين)، والذي يعرف علميًا باسم (فلوفكسمين)، سيكون مناسبًا جدًّا لك ليقوم بإزالة هذه الظاهرة الوسواسية، وكذلك يساعدك في القلق والمخاوف ويحسِّن نومك -إن شاء الله تعالى-.

جرعة الفافرين المطلوبة هي خمسين مليجرامًا، يتم تناولها ليلاً بعد الأكل، تستمر عليها لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعلها مائة مليجرام ليلاً، واستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها واجعلها خمسين مليجرامًا ليلاً لمدة شهر، ثم خمسين مليجرامًا يومًا بعد يوم لمدة شهرٍ آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً