الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الشذوذ الجنسي والعادة السرية، كيف أتخلص منهما؟

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب أبلغ من العمر 18 سنة، مسلم، وأحافظ على الصلاة وحفظ القرآن، ولكني أعاني من شذوذ جنسي وأمارسُ العادة السرية.

أرجو منكم إعطائي علاجًا؛ حتى أتخلص من هذا المرض.

شكرًا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ (أخيكم) حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أولًا: الشذوذ الجنسي لا يتخلص منه صاحبه من خلال الأدوية، إنما يُعالَج من خلال التفهّم الصادق الأمين لفظاعة وبشاعة وحقارة هذا الفعل، فالإيمان ما وقر في القلب، وصدّقه العمل.

ثانيًا: مراوغة النفس، وتسليط النكران، والتبرير، وإيجاد الأعذار الواهية، يجب أن تُواجه بكل قوة وشجاعة ويقين، فهذه المفاهيم مغلوطة، يجب ألا تؤخذ كدفاعات نفسية سلبية تجاه هذا الشذوذ.

ثالثًا: تغيير المحيط والأماكن وكل الأدوات المتعلقة بالشذوذ الجنسي، وأعني بذلك مشاهدة المواقع الخلاعية والإباحية والقراءة والاطلاع عن المثليين وجمعياتهم.

النقطة الرابعة –وهي مهمة جدًّا-: أن يكون لك قرار، أن تحرّر نفسك من الاستعباد؛ فهذا استعباد سخيف.

هذه هي الأسس التي يجب أن تتدارسها، وتتأمل فيها، وتتبعها.

أنت محافظ على الصلاة وقراءة القرآن، هذا أمر جميل وطيب، لكن من الواضح أن صلاتك وقرآنك بالصورة التي تؤديهما لم يرتفعا ولم يرتقيا لينهياك عن الفحشاء والمنكر، قال تعالى: {إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر}، هذا لا شك فيه. فراجع صلاتك، وكن خاشعًا فيها، واتبع قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (صلُّوا كما رأيتموني أصلي)، اجلس مع إمام مسجدك، تدارسْ معه أمر الصلاة وكيف ترتقي بأدائها.

التوقف عن العادة السرية يجب أن يكون قراراً فوريًا، اليوم وهذه اللحظة؛ لأن الخيالات الجنسية المرتبطة بها، هي أحد المسخّرات والمثيرات والروابط السيئة جدًّا التي يجب أن تُقطع.

يجب أن تجعل لحياتك معنى، ماذا تريد أن تكون؟ أين التعليم؟! أين بر الوالدين؟! أين الاتصاف بسمات الرجولة،! كل هذا يجب أن تذكّر نفسك به.

هنالك خطوات عملية يجب أن تتخذها: اقرأ عن قصة قوم لوط، وماذا وقع بهم، ليست قصة من الخيال، إنها موجودة في القرآن، حدث في قومٍ فعلوا هذه الفعلة (الفاحشة)، وكانوا أول من فعلها، وقال الله لهم على لسان لوط –عليه السلام-: {إنكم لتأتون الفاحشة، ما سبقكم بها من أحدٍ من العالمين}، وقال منكرًا عليهم: {أتأتون الذكران من العالمين * وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم، بل أنتم قوم عادون}.

عليك أن تمشي مع الجنائز؛ لعلّك تعظُ نفسك بالموت، فكفى بالموت واعظًا، تصلي على الجنازة، ولك أجر، تقف على حافة القبر حين يُدفن الميت، واعرف أن هذا مصير كل إنسان، مآلي ومصيري، ومآلك ومصيرك، ومآل ومصير جميع البشر، وهنا حيث لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.

تذكّر عذاب القبر، تذكَّر سؤال منكر ونكير، تذكّر قبل ذلك عند قبض الروح ماذا سوف تكون؟! أمع ملائكة الرحمة أم مع ملائكة العذاب؟ هل معها حنوط من الجنة أم مسوح من النار؟ أرائحتها طيبة أم خبيثة؟

هذا نوع من العلاج الممتاز الذي يؤدي إلى فك الارتباط الشرطي، إن كنت صادقًا في نيتك، وتريد أن تصلح نفسك فعلاً، فسوف يوفقك الله.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً