الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الوسواس القهري، ما العلاج المناسب لحالتي؟

السؤال

السلام عليكم

أعاني من الوسواس القهري منذ نحو 4 سنوات، والحمد لله تم شفائي ولم أنته من الجرعة بعد.

كان الوسواس بالنسبة لي هو أن حياتي أصبحت جحيما وخوفا من المرض بشكل هستيري، ولكن الحمد لله، كتب الله الشفاء، وكانت جرعتي 25 مجم، لمدة أسبوع، وبعد ذلك 50 مجم تقريبا لمدة شهر، ثم رفعت حتى250 مجم مع الطبيب، وعندما كنت أنام في أي مكان مثل العمل مثلا أنقص لي الطبيب 50 مجم.

بعد فترة كبيرة تركت الطبيب وأنقصت من نفسي 50 مجم، فأصبحت أتناول 150 مجم، وبعد ذلك رفعت لنفسي 50 مجم من نفسي لمدة فترة، لأني أحسست بوسواس، وبعد ذلك أنقصت لنفسي بعد فترات، والآن أنا أتناول100 مجم، كجرعة وقائية مثل ما قرأت في موقعكم الكريم.

كنت سأبقى هكذا حتى تكتمل الجرعة سنة، وأقلل مثل ما شرحتم، ولكن المشكلة أن دواء فافرين اختفى فجأة من مصر، ونزل دواء اسمه فلوكسامين 100 .

هل هو نفس الدواء؟ وهل أنتقل له كأنه فافرين؟ يوجد وسواس يسير، فهل هذا طبيعي؟ وهل أحتاج أن أذهب إلى طبيب؟ علما أني أعمل في قطر، ولا استطيع المواظبة مع طبيب.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mohamed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.

أيها الفاضل الكريم: الوسواس لا بد أن تُحقّره وتفتِّتَه وتمزِّقه من خلال تجاهله وتحقيره وعدم الالتفات إليه، ولا تحلل وساوسك، لا تفكر فيها كثيرًا، إنما أغلق عليها الباب تمامًا من خلال أن تجعل مشاعرك وكيانك ووجدانك كله يقول للوسواس (لا، أنت حقير، أنا لن أناقشك ولن أتبعك) هكذا تكون الصرامة في التعامل مع الوسواس.

التخلص من الفراغ وحسن إدارة الوقت أيضًا تقلل من الوسواس، وممارسة تمارين الاسترخاء، وكذلك التمارين الرياضية فيها خير عظيم جدًّا للإنسان من أجل صحته النفسية على وجه العموم وكذلك الجسدية، ولإزالة القلق المرتبط بالوساوس القهرية.

بالنسبة للـ (فلوكسامين): هو نفسه الفافرين، والفلوكسامين قطعًا هو منتج تجاري، وأنا متأكد أنه خضع للضوابط الصناعية والكفاءة العالية، فلا تنزعج، حيث إن الدواء أصلاً قديم، وأول مرة سوّقته شركة (سُولفي) سنة 1983م، فليس هو من الأدوية الجديدة، ولا توجد صعوبة أبدًا في صناعته.

التزم بعلاجك كما هو، وطبق الآليات السلوكية، ومائة مليجرام جرعة محترمة جدًّا من أجل الوقاية، ولو احتجت لأي شيء – أخِي الكريم – قدِّم نفسك لقسم الطب النفسي، يوجد أطباء الحمد لله متميزين، وتوجد جلسات نفسية، ويوجد معالجون، والأمر في غاية السهولة، كما أن الفافرين الأصلي موجود، وكل المطلوب هو أن تُحْضِر تحويلاً من المركز الصحي ومن ثم سيتم فحصك ومعاينتك بواسطة أفراد الفريق العلاجي.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • ألمانيا raghad gad

    الله يشفيك حاول اكثر من قراءه القرءان .. ولازم الاستغفار وسوره البقره

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً