الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قلق وضيقة دائمة وعصبية حتى أني لا أستطيع النوم.. هل هذا اكتئاب وما علاجه؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا امرأة متزوجة، عمري 47 سنة، أعاني من قلق ومتضايقة دائمًا، ولا أستطيع النوم، مع العصبية، وعدم انتظام في السكر بين ارتفاع وانخفاض، برغم أخذي للعلاج، حيث إنني مصابة بداء السكري -عافانا الله وإياكم منه- منذ سنتين تقريبًا، وتنتابني بعض الأوقات حالة بكاء، وأرى أحلامًا مزعجة خلال فترات النوم القليلة.

أرجو إفادتي عن هذه الأعراض، وهل تصنف على أنها حالة اكتئاب، وما هو العلاج؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ om khaled حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

الشعور بالضيق، والتوتر، والعصبية، وعدم النوم بصورة جيدة في مثل عمرك قطعًا تُشير إلى أن الناحية المزاجية لديك ليست مائة بالمائة، لا أريد أن تشعري أنك تعانين من اكتئاب حقيقي، لكن قطعًا توجد مؤشرات قوية جدًّا أنك تعانين من عسر في مزاجك وقلق، وهذه ربما تكون بدايات اكتئاب.

والعلاقة بين السكر والاكتئاب أصبحت الآن مُثبتة، حوالي ستين بالمائة من الذين يعانون مرض السكر تأتيهم نوبات من عسر المزاج، وشيء من الكدر في بعض الأحيان.

أختي الكريمة: لا تنزعجي للأمر، هنالك وسائل كثيرة جدًّا للخروج من هذا الوضع الذي أنت فيه، أهمها: أن تمارسي الرياضة باستمرار، الرياضة تؤدي إلى إفراز مواد دماغية تُحسِّن النوم، تشرح الصدر - إن شاء الله تعالى - وتفيدك قطعًا في موضوع السكر، هذه هي نقطة أساسية.

النقطة الثانية: تنظيم الأكل، والالتزام بالوجبات المخصصة لمرضى السكر، هذا يجعلك تشعرين بالعافية والتعافي، وهذا أمر جيد؛ لأنه سوف يحسِّنُ من مزاجك.

النقطة الثالثة هي التفكير الإيجابي: دائمًا – أختي الكريمة – لا تترك الفكر السلبي ليستحوذ عليك، حياتك - إن شاء الله تعالى – فيها أمور جيدة، أمور طيبة، استعيني بالصلاة، وبتلاوة القرآن وبالدعاء، وأكثري من تواصلك الاجتماعي، وهذا كله مهم.

النقطة الرابعة: بالنسبة للأحلام المزعجة تعالجي عن طريق تجنب النوم النهاري، وتجنب الأكل في وقت متأخر من الليل، وتجنب الأكل الدسم، ممارسة الرياضة كما ذكرنا أذكار النوم.

وأنا أعتقد أنك بصفة عامة سوف تستفيدين كثيرًا من أحد محسنات المزاج، اذهبي -أختي الكريمة- وقابلي أحد الإخوة الأطباء النفسيين، أو إحدى الأخوات الطبيبات النفسيات، وسوف تصف لك عقارا مثل (ميرتازبين)، والذي يعرف تجاريًا باسم (ريمارون) دواء رائع جدًّا، الحبة فيها 30 مليجرامًا، أنت تحتاجين لنصف حبة فقط، خمسة عشر مليجرام ليلاً، تناوليها لمدة شهرين إلى ثلاثة، وهذا قد يكون كافيًا جدًّا، لكن أترك الأمر للطبيب ليقرر ما يراه مناسبًا بالنسبة لك.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً