الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سرعان ما تذرف عيناي الدموع خاصة عند القراءة.. هل هو ضعف أم حالة نفسية؟

السؤال

عمري 17 سنة، عندي ظاهرة كثرة الدموع، وقد أرهقتني، هناك العديد من الأمور التي تجعلني أبكي بكاءً صامتًا أحيانًا.

منذ سنتين وأنا على هذا الوضع، أبكي ولا أنتظر، لكن المشكلة أنني كلما قرأت كلامًا جميلاً من رجل أو امرأة موجهًا لي إذا كان التعبير جميلاً -ولا أقصد الرومانسي- قد يكون الكلام ثقافيًا أو لإبداء رأي سرعان ما تنهار دموعي، هناك أمر في عقلي الباطن، لا أعرف ما هو يدعوني لذرف الدموع؟

القراءة تؤثر عليّ بشكل كبير، وتبكيني أحيانًا فقط بالدموع، وأحيانًا بصوت، لكني لا أدع أحدًا يراني، علمًا أني أكثر إنسانة تستطيع أن تقول أنها مرتاحة وتضحك الجميع بأسلوبها وكلماتها المضحكة، وتصرفاتها المجنونة، أشعر أن هناك سببًا للدموع وأنا عاجزة عن تفسيرها أو حلها؟

علمًا أني ليس لدي أمراض في عيني، ولا مرض له علاقة بالعين- ولله الحمد- أعتقد أن هناك سببًا نفسيًا أجهله لم أعتد عليه، هكذا لا أريد الشعور بالضعف والانكسار، أو أشعر أنني بحاجة لشيء، أحترم احتياجاتي، وحالتي النفسية، لكني لا أريد الضعف، أو أن أكون ضعيفة كما قلت.

أرجو مساعدتي، فأنا في أمس الحاجة لها، ولكم مني جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ابتهاج حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرًا لك على التواصل معنا.

ومن قال لك أن التأثر والدموع إنما هي علامة على الضعف والانكسار؟! تمنيت أننا جميعًا، نحن البشر مثلك، في الحساسية والتأثر وسهولة العبرات.

من الواضح أنك حساسة، وليس هذا بالشيء المعيب، بل على العكس، فهو يدل على رهافة الأحاسيس، وأن عقلك ما زال حيًّا يتفاعل مع الكلمات المؤثرة، والمواقف المثيرة.

كم هي مشاهد آلام الناس وفي عدد من البلاد، ومنها سوريا على سبيل المثال، والتي نراها على شاشات التلفاز صباحًا ومساءً، إلا أن المشاعر تبلدت، فلم تعد تتفاعل أو تذرف الدموع!

فأرجو ألا تعملي على تغيير طبيعتك هذه، واحمدي الله على أن قلبك ما زال حيًّا يتفاعل ويتأثر.

ولكن لا شك أن كل شيء زاد عن حده انقلب إلى ضده، فطالما بقي الموضوع تحت السيطرة النسبية، فالأمر بخير.

طبعًا أنت الآن في 17 سنة من العمر، فاطمئني؛ لأن تجارب السنين ستعلمك كيف لا تتفاعلين ولا تتأثرين بهذه الدرجة التي أنت عليها، وأنا أعتقد ما هي إلا سنة أو سنتين حتى يتغيّر حالك، إلى الشيء الذي تريدينه، فصبرًا، وفي هذه المدة، استمتعي بهذه الحساسية، وهذا التأثر.

وفقك الله، وأراح بالك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية احمد

    تخيلي انكي مثلا قرأتي كلام الله وتأثرتي بيه وبكيت من شدة الخشوع فأن الله سيحرم وجهك علي النار والله اعلم فهنياً لكي

  • قطر عائشة

    أنا أيضاً حساسة

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً