الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل من أدوية للوسواس القهري لا تؤثر على دراستي؟

السؤال

السلام عليكم.

جزاكم الله خيرا على موقعكم ونشاطكم.

لو سمحتم: أنا أعاني من تكرار البدء، والتكرار في التكبير في الصلاة، وتكرار البدء في الوضوء، وقراءة القرآن والأذكار، أحس أنني أتردد عند البدء، ولا أستطيع الصلاة منفردا.

وأريد أن أسأل عن أدوية الوسواس القهري وآثارها الجانبية، فأنا أدرس في كلية الطب، وأحتاج وقتا، وقد سمعت وسألت أن هذه الأدوية تجعل الشخص ينام فترات طويلة، ربما يوما أو يومين، فلا أستطيع أن أنام وقتا طويلا، ولا أن أفقد التركيز والحفظ، ولا الشعور بالخمول، ولا حتى زيادة الوزن المحتمل من الدواء بسبب انشغالي بالمذاكرة، وحتى لا ينتبه أهلي لمرضي، فماذا أفعل؟

فهل دواء فافرين أو بروزاك مناسبان ولا يجلبان هذه الآثار؟

شكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ameer حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالوسواس مرض معيق حقيقة، خاصة لشخصٍ مثلك يحتاج أن يستفيد من وقته على أفضل وجه، فلذا لا بد أن تتكاتف جهودنا نحن وأنت لعلاج هذا الوسواس، وأنا أبشرك أن علاجه ممكن جدًّا.

التحقير، والإصرار على فعل الضد، والاستخفاف بالوسواس، وعدم مناقشته، وعدم إخضاعه للمنطق، وعدم الاسترسال فيه، وعدم تتبعه هي أسس علاجية مهمة، هذه تُشكل أربعين بالمائة من العلاج، أما الستون بالمائة الأخرى فتتم عن طريق العلاج الدوائي، والحمد لله تعالى الآن أمامنا أدوية ممتازة جدًّا سليمة فاعلة.

ولا تتردد في تناول الدواء، البروزاك سيكون الدواء الأمثل بالنسبة لك، هو لا ينعّس، لا يؤدي إلى الخمول، على العكس تمامًا، يُجدد الطاقات ويُحسِّن الدافعية عند الإنسان، لكن لا بد أن تصبر على فعاليته، تأخذ بعض الوقت، ثلاثة إلى أربعة أسابيع، والجرعة المطلوبة في حالتك هي كبسولة واحدة في اليوم (عشرون مليجرامًا)، تناولها مساءً، إلا إذا أضعف نومك، في هذه الحالة تناولها نهارًا.

استمر على هذه الجرعة –أي كبسولة واحدة– بعد الأكل لمدة أسبوعين، ثم اجعلها كبسولتين في اليوم –وهذه هي الجرعة المطلوبة في حالتك– علمًا بأن الجرعة العلاجية يمكن أن تصل حتى أربعُ كبسولات في اليوم، لكن لا أراك محتاجًا لهذه الجرعة.

استمر على الكبسولتين يوميًا لمدة ستة أشهر، ثم اجعلها كبسولة واحدة يوميًا لمدة ستة أشهر، ثم كبسولة يومًا بعد يوم لمدة شهرٍ، ثم توقف عن تناول الدواء.

هنالك دراسات كثيرة جدًّا أشارت أن إضافة الـ (دوجماتيل) أو الـ (فلوناكسول) للبروزاك ولمدة قصيرة يؤدي إلى فعالية تظافرية، مما ينتج عنه أفضل النتائج العلاجية.

فيا أيها الفاضل الكريم: يمكن أن تستعمل الفلوناكسول -والحبة بها نصف مليجراما– تناولها يوميًا لمدة شهر، ثم توقف عن تناولها، واستمر في البروزاك حسب ما ذكرته لك، وإن تواصلت مع أحد أساتذة الطب قطعًا هذا سيكون مفيدًا لك، وأقصد بذلك أحد أساتذة الطب النفسي في كليتك.

أيها الفاضل الكريم: ممارسة الرياضة، تمارين الاسترخاء مهمة جدًّا، وحسن إدارة الوقت أيضًا نراها من الأشياء التي تساعد في طرد الوسواس، لأن الفراغ الزمني أو الذهني يؤدي إلى انتعاش الوسواس وتصيُّده للناس.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً