الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يطاردني النوم صباحًا، حتى لو كان نومي في الليل عميقًا!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تأتيني حالة من النوم الشديد في الصباح، سواءً نمتُ جيدًا في الليل أم لا! فهل هذه عِلّة بدنية أم هي عين أم سحر؟

أنا لا أظنه سحرًا؛ ﻷني أتلو القرآن دون أية مشاكل -والحمد لله-.

المرجو إفادتي في هذا اﻷمر؛ ﻷنه يعيق سير دراستي.

بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أيوب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

النوم بصفة عامة، هو حاجة بيولوجية يحتاجها الإنسان، والناس يتفاوتون في كمية وعمق النوم الذي يحتاجون إليه، هنالك عوامل بيولوجية، وهنالك عوامل وراثية قد تلعب دورًا في هذا، وبعض الناس أيضًا يحدث لهم نوع من التطبُّع، بمعنى أنهم قد ينامون في أوقات خاطئة، صحتهم النومية تكون غير منظمة ومضطربة، وهذا بالفعل قد يجعلهم يحسُّون بالنعاس في بعض الأوقات التي كان من المفترض أن يكونوا في أحسن حالات اليقظة.

أيها الفاضل الكريم: -كما ذكرت- الأمر لا علاقة له بالعين والسحر -إن شاء الله تعالى-، لكن الإنسان يحصِّن نفسه، يحافظ على أذكاره، و-الحمد لله تعالى- أنت محافظ على صلاتك وتلاوة القرآن، وهذا أمر جيد.

الذي أرجوه، هو أن تُجريَ بعض الفحوصات الطبية، -إن شاء الله تعالى- لا توجد مشكلة أساسية، لكن الفحص الطبي دائمًا مهم.

نقص هرمون الغدة الدرقية كثيرًا ما يؤدي إلى النعاس في أوقات لا يريد الإنسان فيها أن ينام، ويكون نومه جيدًا في أثناء الليل.

إذًا هذا الفحص مهم، والطبيب -إن شاء الله تعالى- يقوم بإكمال الفحوصات، ويتأكد من مستوى الدم، والسكر، ووظائف الكبد والكلى، فيتامين (ب12)، وفيتامين (د). هذه مهمة جدًّا.

بعض الناس يعانون من علة تُسمى: (ناركلبسي Narcolepsy)، وهذه العلّة هي نوع من النوم الذي لا يستطيع الإنسان أن يقاومه، وتجد بعض الناس قد ينامون في الإشارات الضوئية، أو ربما ينامون في أثناء الاجتماعات، وهؤلاء إما مُجهدون، أو لديهم الـ (Narcolepsy)، فهي حالة من النوم التي لا يمكن أن يقاومها الإنسان، لكن لا أعتقد أن حالتك لها علاقة بهذا الموضوع، أعتقد أنه مجرد نوع من التطبّع الذي حدث لك، وكل الذي تحتاجه أن تحسِّن صحتك النومية من خلال ممارسة الرياضة، الرياضة أساسية ومهمة جدًّا.

ثبِّتْ وقت النوم ليلاً، هذا مهم جدًّا. اذهب للفراش في وقت معلوم، وقطعًا النوم المبكر ممتاز، يستيقظ الإنسان نشيطًا لصلاة الفجر، ويبدأ يومه بداية صحيحة.

الأمر الآخر –أيها الفاضل الكريم-: الاستحمام بماء دافئ في الصباح، وتناوُل كوب من القهوة أو الشاي، وممارسة بعض التمارين الرياضية، مثل: تمارين الإحماء، هذه تساعد كثيرًا على اليقظة.

أمر آخر مهمّ، وهو: أن تستشعر أهمية ما تود القيام به، وفي حالتك هي الدراسة، استشعرها، وهذا -إن شاء الله تعالى- يمثِّلُ دافعًا وحافزًا لك، بل –أخِي أيوب– أريدك ومن خلال النوم المبكر أن تستيقظ مبكرًا، تصلّي صلاتك، وتجهّز نفسك وتتناول الشاي أو القهوة، وتدرس لمدة ساعة قبل أن تذهب إلى مرفقك الدراسي.

الدراسة لمدة ساعة في هذا الوقت قطعًا فائدتها عظيمة جدًّا، هذا هو وقت الاستيعاب، هذا هو وقت البكور والبركة، النفس فيه تكون مشرقة جدًّا، -وكما ذكرت لك- يكون الإنسان لديه الرغبة ويستطيع أن يحفظ ويستوعب.

هذا هو الذي أنصحك به، وأتمنى لك نومًا جيدًا، ولا تنسَ الأذكار، أذكار النوم (حقيقة) ليست فقط محسِّنةً للنوم، إنما هي محسِّنة أيضًا للاستيقاظ، تجعل الإنسان يستيقظ وقت صلاته، و-إن شاء الله تعالى- يكون لديه الطاقات والمقدرة ليواصل يومه على أفضل ما يكون.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • اليمن طالبةالفردوس

    جزاكم الله خيرا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً