الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أجهضت ولم أحمل ثانيةً، فما السبب؟

السؤال

السلام عليكم..

أنا متزوجة منذ سنتين، وحملت في أول شهر من الزواج، واستمر الحمل أربعة أشهر، وأجهضت والآن أعاني من تأخر الحمل وعملت تحليل ثالث يوم الدورة، وهي كالتالي: fsh8.lh4.tsh8.هرمون الحليب19 نيقا مل، وباقي الهرمونات mil/ml ، وكان تشخيص الدكتور: خمول الغدة، وارتفاع هرمون الحليب، واضطراباً في هرمونات الغدة النخامية، أي نقص هرمون الـ(اتش) فهل تشخيصه صحيح؟ وما العلاج؟ علمًا أن عمري 25 سنة.

وأخبرني بأن بطانة الرحم جيدة، والبويضة في اليوم الرابع عشر من الدورة حجمها 17، وطول دورتي 30 يومًا، هل يوجد عندي ضعف تبويض؟ ولا يوجد عندي التهابات نسائية، ولا في المسالك البولية، والدورة منتظمة.

علمًا أني أعاني من خمول الغدة الدرقية، ومع العلاج أصبحت في المعدل الطبيعي، وكذا هرمون الحليب، ولكن لم يحدث الحمل، كذلك أعاني من الوزن الزائد، وزني 80 كيلو، فهل السمنة تؤثر على الهرمونات، وتضعف التبويض؟

ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

كسل الغدة الدرقية وارتفاع هرمون الحليب مع الوزن الزائد من الأسباب الرئيسية لتكيس المبايض، وهي حالة تزداد فيها مقاومة الخلايا لهرمون الإنسولين، ويرتفع فيها هرمون الذكورة وينشط حب الشباب، وينمو الشعر في بعض أماكن من الجسم مثل: الصدر، والبطن، والذقن، ولا تستطيع فيها البويضات الخروج من تحت جدار المبايض السميكة، وتضطرب الدورة الشهرية، ويصبح هرمون إسستروجين هو المسيطر على الدورة الشهرية.

وعلاج وضبط وظائف الغدة وعلاج هرمون الحليب جيد، ولكن يحتاج الأمر إلى المتابعة والصبر والاستمرار في علاج الغدة والهرمون، ومحاولة علاج التكيس عن طريق إنقاص الوزن من خلال اتباع حمية غذائية جيدة، ووضع هدف شهري يجب الوصول إليه، وليكن 3 كجم، وذلك عن طريق تناول الأطعمة ذات السعرات الحرارية القليلة خصوصًا الحبوب مثل: الشوفان، والقمح، والفول بدون الزيت، والتونة بالماء، والإكثار من السلطات والأعشاب الخضراء، والخضروات المطبوخة، والمشوي من الدجاج والأسماك دون زيوت، وهذه الأطعمة تعطي الإحساس بالشبع بخلاف الحلويات والسكريات التي لا يمكن الشعور بالشبع عند تناولها، مع تناول أقراص جلوكوفاج 500 بعد الغداء والعشاء، وهو دواء يستخدم لعلاج مرض السكري من خلال مساعدة الإنسولين الداخلي في الدم على العمل الجيد، ويستخدم لمساعدة المبايض على التبويض الجيد، وعلاج التكيس فلا بد من تناوله.

ولعلاج اضطراب الدورة وضعف التبويض، وعلاج التكيس يمكنك استخدام حبوب منع الحمل ياسمين أو كليمن لمدة 3 شهور متتالية مع التوقف عند انتهاء الشريط حتى تنزل الدورة، ثم تناول الشريط الذي يليه، ثم تناول حبوب دوفاستون التي لا تمنع التبويض وجرعتها 10 مج تؤخذ قرصًا واحدًا مرتين يوميًا من اليوم الـ 16 من بداية الدورة حتى اليوم الـ 26 من بدايتها، وذلك لمدة 3 شهور أخرى حتى تنتظم الدورة الشهرية، وهناك عملية جراحية يقوم بها المختصون في علاج العقم، وهي عملية تثقيب المبايض بالمنظار، وتعطي نتائج جيدة وسريعة في علاج التكيس، ويمكنك المتابعة مع استشاري جراحة النساء والولادة، ومناقشة أمر هذه العملية معه.

كما أن هناك بعض المكملات الغذائية قد تفيد في إمداد الجسم بالفيتامينات والأملاح المعدنية، وقد تقلل من مستوى هرمون الذكورة الذي يرتفع مع التكيس، ويساعد على ظهور الشعر في الوجه والصدر مثل: total fertility ويمكنها أيضًا تناول كبسولات اوميجا 3 أيضًا يوميًا واحدة مع تناول حبوب Ferose F التي تحتوي على الحديد، وعلى فوليك أسيد، وأخذ فيتامين (د) حقنة واحدة 600000 وحدة دولية في العضل؛ لأنها مهمة للتقوية العظام وللوقاية من مرض الهشاشة فيما بعد مع تناول الغذاء الجيد المتوازن.

وأعشاب البردقوش مثلها مثل بعض المواد الغذائية والمشروبات لها بعض الخصائص الهرمونية التي قد تساعد في علاج التكيس، ولكن لا تعتبر أدوية أو عقاقير يمكن الاعتماد عليها، ويمكن تناولها مع العلاج السابق دون تعارض، ولذلك يجب الاهتمام بأكل الفواكه والخضروات بشكل يومي، مع تناول أعشاب البردقوش والمرمية، وهناك أيضًا حليب الصويا، أو كبسولات فيتو صويا.

وفي نهاية مدة 6 أشهر يمكنك عمل التحاليل التالية، وهي -DHEA -- FSH - LH -- PROLACTIN- TSH- ESTROGEN -TESTOSTERONE ثاني أيام الدورة، ثم إجراء فحص هرمون PROGESTERONE في اليوم الـ21 من بداية الدورة، وعمل سونار على المبايض والرحم، وعرض نتائج التحاليل والأشعة على الطبيبة المعالجة لتقييم الموقف، ومحاولة أخذ منشطات المبايض والإبر التفجيرية بعد مرور تلك الفترة إذا لم يحدث حمل خلالها.

حفظك الله من كل مكروه وسوء، ووفقك لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً