الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بالخوف عند الاقتراب من الآخرين.

السؤال

السلام عليكم.

مشكلتي هي إذا قرب أي شخص مني وكلمني لا أنظر إليه في عينيه، ولكن أنظر إلى الأرض، وهذه الحالة تأتيني عندما يكون الشخص غريبًا عني أو أكبر مني، كمعلمي مثلاً، وتزداد ضربات قلبي، مع أني لا أخاف منه، وهذه الحالة ليست دائمةً أي إنها ليست مع كل شخص غريب، وأيضًا أرتبك إذا تحدثت مع الغرباء، وأحياناً أتفاجأ من نفسي يكون كلامي متزنا ولبقا.

وقبل أيام عندما رأيت صديقة لي بعد غياب ثلاث سنوات لم أسلم عليها، لا أعلم لماذا لم أذهب إليها، كل صديقاتي ذهبن ليسلمن عليها إلا أنا، كنت أتجنب مقابلتها، مع أني أحبها، لكن لا أفهم لماذا أنا فعلت هكذا، أنا أكره نفسي جداً ولا أفهمها، لماذا أكون أحيانا جريئة، وأحياناً العكس تماماً؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Shimaa‎ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ثقتك في نفسك -إن شاء الله تعالى- تكون هي الدافع الأساسي الذي يجعلك تطورين من مهاراتك الاجتماعية ولا تخافين من المواجهات، إذًا التغيير الفكري مهم جدًّا وهو الأساس، هذا أولاً.

ثانيًا: لا تخافي من الفشل الاجتماعي، ولا تخافي من المستقبل، وأؤكد لك أن الآخرين لا ينظرون إليك بنظرة سلبية أبدًا، كثيرًا ما تكون هذه المفاهيم الخاطئة هي السبب في انزوائنا اجتماعيًا وعدم تفاعلنا بالصورة السليمة.

فيا -أيتها الفاضلة الكريمة-: من أهم الأشياء أن يُحَيِّ الإنسان الناس بتحية طيبة، وكما تذكرين فإن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قد نصحنا أن تبسمك في وجه أخيك صدقة، وقوله: (وخالق الناس بخلقٍ حسن) وقال: (بحسب امرئِ من الشر أن يحقر أخاه المسلم)، فحين تسلمين على صديقاتك ابدئي أنت بالسلام متى ما كان ذلك مناسبًا، وإن حيَّتك إحدى زميلاتك قومي بتحيتها بأفضل من ذلك كما
قال -الله تعالى-: {وإذا حُييتم بتحية فحيُّوا بأحسن منها أو ردُّوها}، وتبسمك وسؤالك عن حالها.

هذه أشياء بسيطة جدًّا، الإنسان يمكن أن يُدرب نفسه عليها حتى وإن افتقدها في وقت سابق، فالأمر كله بسيط وبسيط جدًّا.
أنصحك أيضًا بأن تجلسي دائمًا في الصف الأول في الفصول الدراسية، وأن تتابعي مع معلمتك، وأنت -الحمد لله تعالى- لديك مقدرات ممتازة من حيث الشخصية، وكذلك التحصيل الأكاديمي، وهذا ما لمسته من خلال رسالتك.

كثّفي من أنشطتك داخل البيت، اجعليها أنشطة جيدة، اجعليها فاعلة، كوني صاحبة مبادرات، اسعي دائمًا لبر والديك، هذا فيه خير كبير لك.

انضمي لأي عمل أو نشاط طلابي إيجابي كالعمل الخيري أو الاجتماعي، الذهاب إلى مراكز تحفيظ القرآن في وقتٍ خاصٍ أيضًا يُحسِّنُ من الدافعية الاجتماعية ويعطيك ثقة كبيرة في نفسك.

موقعنا لديه استشارة تحت رقم (2136015) أوضحنا فيها كيفية ممارسة تمارين الاسترخاء، فأرجو أن تحرصي على ذلك.

هنالك كتاب جيد لـ (ديل كارنيجي) اسمه (دع القلق وابدأ الحياة) موجود في مكتبة جرير، أرجو أن تتحصلي عليه وتتطلعي عليه، وهنالك أيضًا كتاب جيد يعرف باسم (التعامل مع الذات) كتبه الدكتور (بشير الرشيدي) من الكويت، فيه توجيهات طيبة جدًّا وجميلة ومفيدة إنْ شاء الله تعالى-.

أسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً