الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تعرضت لحادث ولا زلت أعاني من آثار هذه الصدمة، فما نصيحتكم لي؟

السؤال

السلام عليكم.

تعرضنا لحادث منذ 5 أيام، وكانت الصدمة على جانب الباب الأيسر، وكنت أركب بجانب الباب، وبعدها أحسست أنا ومن معي في السيارة بصداع وغثيان، وذهبنا للمستوصف، وقاسوا لنا الضغط، وأعطونا إبرا مسكنة، وصارت يدي اليسرى وكتفي وما بين أكتافي ورقبتي يؤلمني، وظهرت كدمة بفخذي الأيسر، ومن حين لآخر أشعر بتعب وخمول ودوخة خفيفة وكأني بحلم، وصداع يخف ويأتي على جانب رأسي، وأحيانا يكون خلف رأسي، وخائفة من أن يكون قد أصابني ارتجاج أو شيء -لا قدر الله-، وخائفة من إجراء أشعة للرأس، لأنهم قالوا بأنها خطيرة -كفانا الله الشر ولا حول ولا قوة إلا بالله-.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عيالي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

قد يحدث اضطراب نفسي ما بعد الحوادث، ويُسمى (PostTraumatic Stress Disorder)، وقد يسبب هذه الاضطراب بعض المشاكل الصحية، مثل: استحضار ذكريات ما حدث، أو الشعور وكأنَّه يحدث من جديد، مع بعض الاضطراب في النوم، أو رؤية الكوابيس، مع الشعور بالقلق، أو الإحساس بالذنب، أو الحزن.

وتميل النساءُ عموما إلى الإصابة بهذا الاضطراب أكثر من الرجال، كما يكون الأشخاصُ الذين تعرَّضوا لصدمات أخرى، أكثر تعرُّضاً للإصابة بالاضطراب من غيرهم، ولا خوف من عمل أشعة الرأس، ولا حاجة الآن لعملها، لأن الأشعة تبحث عن كسور في العظام، وأنت -ولله الحمد- لا تعانين من كسور.

والعلاج لدى الطبيب النفسي من نوعية العلاج المعرفي في معرفة أن الحادث انتهى على خير، ولا خوف أو ضرر منه مستقبلا، وأن التعرض لكدمات بسيطة أفضل كثيرا من الكسور في العظام، والإعاقة المستمرة، والعلاجُ التعرُّضي هو شكلٌ آخر من أشكال العلاج المعرفي السلوكي، ويتم من خلال تخيُّل تفصيلي متكرِّر للحادث الصادم في ظروف آمنة وتحت السيطرة "أي ظروف متحكَّم بها"، وهذا ما يساعد الشخصَ على مواجهة الخوف الذي كان يسيطر عليه خلال الصدمة، واكتساب القدرة على التحكُّم به.

فعلى سبيل المثال، قد يُطلَب من شخص نجى من فيضان أو حادث أن يصفَ ما حدث له مراراً وتكراراً؛ حتَّى يتعلَّم ألاَّ يخاف من الذكريات، والعلاج الجماعي لأشخاص تعرضوا لحوادث مشابهة يساعد كثيرا في التخلص من الذكريات الأليمة.

وبالإضافة إلى العلاج عن طريق عمل كمادات ساخنة وباردة في أوقات مختلفة، حيث أن لكل منها فائدة بالإضافة إلى الدهانات الموضعية، وهناك الكثير من الأدوية التي تساعد في العلاج، مثل: celebrex 200 mg مرتين في اليوم، مع باسط للعضلات مثل كبسولات myolgin ثلاث مرات يوميا، مع الحرص على تناول كبسولات فيتامين د الأسبوعية 50000 وحدة دولية، كل أسبوع كبسولة لمدة 2 إلى 4 شهور، مع شرب الحليب والغذاء الصحي المتوازن.

وفقكم الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً