الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصاب برهاب اجتماعي عند بدئي بالنقاش.. بماذا تنصحوني؟

السؤال

السلام عليكم.

أعاني من مشكلة اجتماعية تتمثل في عدم إيجادي -في أغلب الأحيان- ما أتكلم به مع الناس؛ بحيث لا أستطيع أن أكون الطرف البادئ بالكلام، أو حتى أن أجاري أصدقائي في اجتماعاتهم.

مع العلم أني لو سألت أو بدأ نقاش معي، فلن تلاحظ عليّ هذا؛ حيث تواجهني المشكلة فقط عند البدء، أو عندما تكون جلسة للضحك، ولكني ألاحظ أن هذه المشكلة تخف قليلاً مع إخوتي.

بماذا تنصحوني؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.

تقديرك غير الواقعي للآخرين، ولنفسك ربما يكون هو السبب في المشكلة؛ لأن هذا ناتج عن النظرة السلبية لنفسك، والتقييم المتضخم للآخرين، فحاول تعداد صفاتك الإيجابية، ولا تقارن نفسك بمن هم أعلى منك في الأمور الدنيوية، وغيّر المقياس أو المعيار الذي تقيم به الناس، فأفضل المقاييس على الإطلاق هو المقياس المستمد من الكتاب والسنة؛ فتقوى الله عزّو جلّ هي المحك الحقيقي لتقييم الشخصيات، فالمظهر الخارجي، والوضع الاجتماعي، والاقتصادي، وغيرها من الأمور الدنيوية ليست هي الأصل الذي يجعلنا نحترم الناس، أو نخاف منهم.

لذلك نقول لك -أخي الكريم-: في البداية تعلم كيفية المحادثة مع الآخرين؛ بالاستماع الجيد لما يقولونه، ثم كيفية إلقاء الأسئلة بالصورة المبسطة، والاستفسار بطريقة فيها احترام وتقدير للشخص الآخر، وإظهار الإعجاب، والتعليق على حديثهم ومقتنياتهم بالطريقة التي يحبونها.

وإذا أتيحت لك الفرصة للتحدث عن نفسك فاغتنمها ولا تتردد، بل انتهج نهج المبادرة، وكن أول من يبدأ دائماً بالتعريف، أو الحديث عن النفس، مارس ذلك مع من تعرفهم من الزملاء والإخوان الذين تألفهم، وسترى -إن شاء الله- تغييراً واضحاً في زيادة مهارة الكلام، وإليك بعض الإرشادات التي ربما تساعدك في التغلب على المشكلة:

1- استخدم روح الفكاهة في بداية الحديث مع الآخرين، وركز على محتوى الحديث أكثر من تركيزك على الأشخاص وصفاتهم ومناصبهم ومكانتهم الاجتماعية.

2- لا تضخم فكرة الخطأ وتعطيها حجمًا أكبر من حجمها، فالحذر الشديد من الوقوع في الخطأ قد يساعد في وقوعه.

3- عزز وقوِ العلاقة مع المولى عز وجلَ بكثرة الطاعات، وتجنب المنكرات، فإذا أحبك الله جعل لك القبول بين عباده.

4- زود حصيلتك اللغوية بالقراءة والاطلاع والاستماع لحديث العلماء والمفكرين، وشارك بما تعرفه من حقائق وقصص، ونوادر في مجالسك مع الآخرين.

5- تدرب على إدارة حلقات نقاش مصغرة مع من تألفهم من الأقارب والأصدقاء، وركز على إلقاء الأسئلة والاستفهامات والاستفسارات عندما يتحدث الآخرون.

6- شارك في الأعمال التطوعية التي تجمعك بالناس وإذا أتيحت لك فرصة للإدلاء بأي رأي أو تعليق أفعل ولا تتردد.

7- تذكر أنه ليس بالضرورة أن يكون عندك ما يملكه الآخرون من قدرات ومهارات، فربما ما تتمتع به أنت من سلوكيات وصفات يعجب الآخرين.

وفقك الله لما يحبه ويرضاه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • العراق نور الزهراء

    شكرا لقد ساعتموني كثيرا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً