الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شخص الدكتور حالتي بنوبة هلع وعقار زولفت باهظ الثمن، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم
د. محمد عبدالعليم -حفظه الله-، أود ذكر قصتي من البداية حيث كنت منذ صغري سريع البكاء عند توجيه أي تأنيب لي، سواء في البيت أو المدرسة، وأشعر بارتعاش في الجسم، وتسارع في ضربات القلب عند الحديث أمام الناس.

كبرت ودرست ونجحت بحمد الله، وتعينت معلما، إلا أن الحديث أمام الناس كان يربكني، لكنني كنت أتغلب على ذلك، بحمد الله.

تزوجت وأنجبت، وأنا سعيد في حياتي إلا أن الظروف المادية تشكل عائقا أمامي دائما، والجو النفسي في بيت أهلي سيئ للغاية، فهم دائمو التوتر والعصبية والحزن.

تعرضت قبل سنة ونصف لنوبة تسارع شديدة في ضربات القلب، وصلت إلى 190، كانت بعد عصبية شديدة مني، وصاحب هذا التسارع تشنجات في الجسم، وشد عضلي وخدران وتنميل، استمرت لساعات.

ذهبت للمستشفى وصرف لي علاج إندرال 10 ملغم تحسنت عليه إلا أن النوبات كانت تأتيني كل أيام أو أسابيع أو أشهر منذ ذلك الوقت.

قبل ستة أشهر ذهبت إلى طبيب باطني، وشخَّص حالتي بعد إجراء الفحوصات أنني أعاني من حساسية القمح (السيلياك)، ومن حينها وأنا أمتنع عن كافة منتجات القمح والغلوتين، مما غيَّر في نمط حياتي، وأربك زوجتي وأولادي، وخسرت 10 كلغم من وزني خلال أشهر.

تحسنت إلا أنني ما زلت أعاني من أعراض التشنجات، والتسارع وصعوبة في النوم.

ذهبت إلى طبيب نفسي، شخَّص الحالة بأن ما حدث معي في النوبة الأولى كان نوبة هلع، وصرف لي علاج زولوفت 50 لمدة شهرين، ثم زولوفت 100 منذ ثلاثة أشهر ولغاية الآن.

أتناول زولوفت منذ خمسة أشهر، وعند الصعوبة في النوم أتناول ليكسوبام 3 ملغم، وتحسنت بحمد الله كثيرا، وخصوصا بعد سفري لقطر، حيث بدأ الوضع المادي بالتحسن، وذهبت الأعراض، إلا أنه أحيانا تأتيني بشكل مفاجئ! فهل هي بسبب حساسية القمح أم من الهلع؟

كما أعاني من مشكلة هنا في قطر، حيث لا يصرف زولوفت إلا بوصفة طبية، وهو باهظ الثمن، مقارنة بالأردن، والدواء على وشك النفاد.

ما العمل؟ وإلى متى أستمر على زولوفت؟ ومتى سأوقفه؟ وكيف التدرج في وقفه؟ أتمنى نصحي حيث أن الموضوع بات يرهقني.

بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نحن سعداء - أيها الفاضل الكريم – أن تكون في قطر، والحمد لله تعالى الآن أمورك تسير بصورة إيجابية جدًّا بعد أن تحصَّلت على العمل المناسب، مما حسَّن من وضعك المادي، فلله الحمد والشكر والثناء الحسن.

أيها الفاضل الكريم: بالفعل النوبة التي تعرضت لها قد تكون هي نوعا من نوبات الهرع أو الفزع، وأنت أصلاً لديك سرعة التأثر الوجداني منذ الصغر، وهذا يجعل الإنسان ذا قابلية واستعدادٍ كبير لنوبات القلق والمخاوف والوساوس، وهذه لا نعتبرها مرضًا نفسيًا حقيقيًا، هذه نوع من الظواهر النفسية، وبمزيد من الثقة في النفس، وتنظيم الوقت، وممارسة الرياضة، والتفكير الإيجابي، أعتقد أنك تستطيع أن تعيش حياة طبيعية جدًّا.

بالنسبة لموضوع حساسية القمح ومرض سلياك: لابد أن تكون هنالك متابعة مع الطبيب، ومؤسسة حمد الطبية بها إمكانيات هائلة جدًّا، فأرجو أن تراجع الأطباء بمستشفى حمد.

أما بالنسبة للزولفت: أتفق معك أنه باهظ الثمن نسبيًا هنا في قطر، ولا يُعطى إلا بوصفة طبية، فإن راجعت الطبيب في المركز الصحي يمكن أن يكتب لك هذه الوصفة الطبية، وإن أردت أن تراجع قسم الطب النفسي فنقول لك على الرحب والسعة، ومع أنه ليس لدنيا الزولفت، لكن لدينا أدوية بديلة مثل الزيروكسات، وهو أقرب هذه الأدوية للزولفت، ويعتبر بديلاً جيدًا وممتازًا، وبعد أن تقابل الطبيب في قسم الطب النفسي إن أردت أن يصف لك الزولفت لتقوم بشرائه من الصيدلية خارج المستشفى، أو إن أردت أن ترسل إلى الأردن وتحضر الدواء أيضًا هذا أحد الحلول التي يلجأ لها بعض الإخوة.

إذًا أنا أقر تمامًا علاجك الدوائي، والحمد لله وضعك الاجتماعي جميل، فكن متفائلاً، وكن إيجابيًا، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

إن أردت أن تحضر لقسم الطب النفسي فقط أحضر تحويلاً من المركز الصحي، وسوف يقوم - إن شاء الله تعالى – الأطباء بمتابعة حالتك وإعطائك الدواء من المستشفى.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً