الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أنسى أسماء أصدقائي في العمل وأصاب بالسرحان.. ما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم

أبلغ من العمر 38 عامًا، متزوج وعندي أولاد، وأعاني منذ عدة سنوات من ضعف التركيز، وكثرة النسيان والسرحان.

أنسى أسماء أصدقائي في العمل أحيانًا، وأصاب بالسرحان بصورة مستمرة حتى لو كنت وحدي أو مع مجموعة أشخاص، وبدأ يسبب لي الكثير من المشاكل، بماذا تنصحني، وإذا كان مطلوبًا تحاليل طبية، فما هي أسماؤها؟ وما الأفضل عند العرض على طبيب تخصص أمراض نفسية أو أمراض مخّ وأعصاب؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا.
أخِي الكريم: في مثل عمرك غالبًا ضعف التركيز وتشتت الذهن، ربما يكون ناتجًا من قلق أو إجهاد نفسي أو جسدي، وموضوع السرحان هذا كثيرًا ما يكون مرتبطًا أيضًا بنمط الحياة، يعني الإنسان يكون مشغولاً، غير منظم لوقته، لا يأخذ قسطًا كافيًا من الراحة، هذا كله قد يؤدي إلى شيء من السرحان وتشتت الذهن، وبعض الناس بطبيعتهم ربما قدرتهم على الاستذكار ليست قوية، وفي هذه الحالة لا نعتبر الأمر مرضًا.

اقتراحك بأن تذهب إلى أحد الأطباء هو اقتراح جميل جدًّا، وأنا أعتقد أن الذهاب إلى الطبيب النفسي –إذا كان ذلك ممكنًا– سيكون أفضل، حالتك لا تتطلب طبيب مخ وأعصاب؛ لأني لا أرى أن هنالك جانبًا عضويًا فيها، وبالنسبة للفحوصات الطبيب النفسي سيقوم بها، الفحوصات هي الفحوصات الأساسية: معرفة نسبة الدم، قوة الهيموجلوبين، الدم الأبيض، مستوى الصفائح الدموية، مستوى هرمون الغدة الدرقية، الدهنيات، وظائف الكبد، وظائف الكلى، فيتامين (ب12)، فيتامين (د)، هذه تعتبر فحوصات أساسية، وهي معروفة جدًّا للأطباء، وعلى ضوء نتائجها يستطيع الإنسان أن يتحرك.

إذا اتضح أن الأمر كله مرتبط بإجهاد عام أو قلق أو شيء من هذا القبيل، ففي هذه الحالة – أخِي الكريم – سوف تكون ممارسة الرياضة مهمة، وشيء أساسي؛ لأن الرياضة تحرِّك الكثير من الإفرازات الدماغية الإيجابية التي تُساعد كثيرًا على ترميم خلايا الدماغ مما يُحسِّنُ من فعاليتها، خاصة فيما يتعلق بالتركيز.

النوم المبكر أيضًا مفيد جدًّا، قراءة القرآن وتلاوته بتدبر تُحَسِّنُ تركيز الإنسان، ممارسة الرياضة، تجنب النوم النهاري - هذا كله جيد - التوازن الغذائي، الاطلاع والقراءة فيها خير كثير جدًّا، وأن يفكر الإنسان إيجابيًا، وأن يشغل نفسه بالمشاكل حتى وإن كانت كثيرة.

هذا هو نمط الحياة الذي أراه أفضل لتحسين الذاكرة، وإذا كان هنالك قلق ليس هنالك ما يمنع الإنسان من تناول مضادات القلق البسيطة، مثل عقار يعرف تجاريًا باسم (دوجماتيل)، ويسمى علميًا باسم (سلبرايد)، Dogmatil) أو (موتيفال Motival)، وهي متوفرة كلها في مصر.

بعض الناس أيضًا يستفيدون من عقار (أوميجا 3 Omega) أو بعض مركبات الفيتامينات، هذه أيضًا قد تؤدي إلى نوع من الحيوية النفسية والجسدية؛ مما يُحسِّنُ التركيز عند الإنسان.

ويا أخِي الكريم: هنالك تمارين بسيطة جدًّا لتقوية الذاكرة: أن يفعل الإنسان الفعل ويؤكد على نفسه أنه قد قام به، مثلاً إذا أردت أن تفتح الباب، قل لنفسك: (أنا أريد أن أفتح الباب) قل لنفسك هذا، وحين تفتح الباب قل: (أنا فتحتُ الباب) هذا فعل بسيط، كثيرًا ما نقوم به تلقائيًا، لكن بالنسبة للأشخاص الذين لديهم سرحان وضعف في التركيز يجب أن يُذكّر الإنسان نفسه بالفعل حين القيام به، وهكذا.

القراءة أيضًا لمواضيع قصيرة وتكرارها، هذا أمر طيب جدًّا، متابعة مثلاً المذيع في التلفزيون أو الراديو وترديد ما يقوله، هذا أمر جيد أيضًا يُحسِّن الذاكرة كثيرًا.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً