الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من خجل ورهاب اجتماعي أثر على علاقتي بالناس وبعائلتي

السؤال

السلام عليكم

كنت أعاني من طفولة قاسية بسبب خجلي واستغلال الآخرين لي، والآن أعاني من تبعات هذا الخجل، لأنني أعاني الآن من الخوف من المجتمع، والرهاب الاجتماعي.

لقد أثر ذلك على علاقاتي مع الناس، بل مع عائلتي، وأعاني من حالة، وهي: لوم الذات، حتى لو لم أكن أنا المذنب، وتحقير الذات، وأعتبر نفسي دائما أنا المخطئ والناس هم على الصح! وأحس أحيانا باليأس نتيجة عدم قدرتي على مواجهة الحياة، وعلى التغلب على هذه الأمور، فكيف أتغلب على كل هذه الأمور؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على الكتابة إلينا من العراق الجريح، الذي نحبه، وندعو الله تعالى لأهله بالفرج والأمان.

نعم يمكن لسوء المعاملة في الطفولة أن تسبب ما ورد في سؤالك من الارتباك الاجتماعي الذي قد يصل لحدّ الرهاب الاجتماعي، وإلى ضعف الثقة بالنفس، ولوم الذات المستمر، وبالتالي صعوبة العلاقات مع الناس.

أعتقد أنك قد بدأت الخطوات الأولى في إصلاح هذا الحال، حيث بدأت تستنتج أنك بهذه الطبيعة ليس لسوء أو مرض فيك، وإنما هي نتيجة طريقة التربية والتعامل معك في طفولتك.

الخطوة التالية أيضا التي بدأتَها، هي أنك كتبت إلينا، وأنك الآن تبحث عن الحل للخروج مما أنت فيه، فهاتان الخطوتان هما من أهم الخطوات على طريق التغيير.

مما سيعينك كثيرا على تجاوز هذه المرحلة، هو أن تركز في الفترة القادمة على الإيجابيات الموجودة عندك، وأن تنظر لنصف الكأس الممتلئ، وليس الفارغ فقط، وواضح من سؤالك أن الإيجابيات عندك كثيرة، ولله الحمد، بالرغم مما مرّ معك في طفولتك، (وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها).

تذكر أن تجربة الطفولة ليست بالضرورة كلها سلبية التأثير، فلاشك أن بعض التجارب حتى الصعبة منها في الطفولة قد جعلت منك إنسانا أقوى، وأكثر قدرة على تحمل التحديات والصعاب.

عليك أن تذكر إيجابياتك، ولا تكثر من مخالطة الآخرين الذين يضعفون بكلامهم من ثقتك في نفسك، واحرص على الصديق الذي يشعرك بالاحترام والتقدير والثقة في النفس.

ستلاحظ أن ثقتك في نفسك قد بدأت تزداد رويدا رويدا، وستسير على طريق التحرر من سجن الماضي وآثاره السلبية عليك.

وفقك الله.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً