الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من رهاب اجتماعي وخوف وتكدر المزاج، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم

أنا طالب جامعي بعمر 22 عاما، في السنة الرابعة، مشكلتي منذ خمسة أعوام، وهي أني لدي رهاب اجتماعي بجميع عوارضه، من خوف عند التحدث مع الآخرين، وخفقان في القلب، ورعشة وعدم تركيز....الخ.

أيضا أنا انطوائي كثيرا، وأعاني من اكتئاب أو تكدر المزاج، لا أعلم! فمنذ سنة تقريبا أو أقل بقليل تفاقمت أموري عندما أخبر أخي الذي كنت أثق به، بمشكلتي لأبي فكرهت أخي لدرجة أني أتمنى له الموت! ومن بعدها ازدادت حالتي كثيرا لدرجة أنني أصبحت أخاف من أمور لم أكن أخاف منها أمام أهلي أو أمام الناس، مثل حمل فنجان قهوة أو عند فتح باب البيت، ويكون المفتاح بحوزتي، والأنظار مسلطة علي، فتأتيني رعشة بيدي، أو التوقيع على ورقة، ومخاوف كثيرة لم تأتني من قبل، فأصبحت أمام أهلي مثل أمام الناس أخاف.

مشكلتي تؤثر على دراستي جدا، فما الحل؟ وإذا ذهبت لطبيب نفسي كم يستغرق العلاج تقريبا؟ وهل العلاج الدوائي له الفضل الأكبر في مرحلة العلاج؟ بصراحة بدأت أعتقد من بحثي في الانترنت أن هذا المرض ليس له علاج.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ alla حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الذي يظهر لي أنك حساس بعض الشيء، مما جعلك تكون قابلاً للرهاب الاجتماعي الظرفي من النوع الذي ذكرته، وقطعًا تفاعلك الانفعالي والسلبي حيال ما قام به أخوك الذي كنت تثق به، هذا أصبح رابطًا مهمًّا في زيادة المخاوف لديك.

أخِي الكريم: خذ الأمور بمنهاج أبسط، ليست الأمور سيئة بهذه الدرجة التي تتصورها، وأنت الحمد لله تملك الكفاءة الاجتماعية، وليس هنالك ما ينقصك، فلا بد أن تُصحح مفاهيمك حول نفسك، وتكون أكثر ثقة وأكثر اقتدارًا فيما يخص المواجهات الاجتماعية، وركّز على الأمور العادية، وأن تكون مثلاً شخصًا مِقدامًا في أسرتك، وصاحب مبادرات، بارًّا بوالديك، وساعد في شؤون الأسرة، هذه مهمَّة كبيرة ومهمة ممتازة، وسوف تعطيك الشعور التام بالارتياح حين تُنجز أو تُقدِّم أشياء لأسرتك.

على الصعيد الدراسي: استفد من تواجدك وسط أقرانك في الجامعة، تبادل الخبرات مع الفئات المختلفة من الطلاب، وتواصل مع هذا، وتكلم مع ذاك، وناقش مادة علمية مع شخصٍ آخر، وهكذا، نوع من التمازج الاجتماعي الجميل جدًّا.

احرص على الصلاة مع الجماعة، ومارس رياضة جماعية مثل كرة القدم مثلاً، أو الكرة الطائرة أو كرة السلَّة، هذه كلها تفاعلات اجتماعية ناجحة جدًّا ومفيدة جدًّا.

بالنسبة للعلاج الدوائي: أنا أرى أنك محتاجٌ بالفعل لعلاج دوائي، والأدوية بسيطة، والأدوية سليمة، وأنت تعيش في الأردن، حيث يُوجد عدد من أفضل الأخصائيين النفسيين في عالمنا العربي، فأرجو أن تتواصل مع أحدهم للمزيد من التوجيه والاطمئنان، وسوف يصف لك الأدوية المعروفة بفعاليتها، مثل عقار يعرف تجاريًا باسم (زولفت) ويسمى علميًا باسم (سيرترالين) ويسمى تجاريًا أيضًا (لسترال) أو عقار يعرف تجاريًا باسم (زيروكسات) ويسمى علميًا باسم (باروكستين) مثلاً.

أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • العراق ريزان

    انا ايضا طالب جامعي واعاني نفس الحالة ساجرب ما طلبت فقد اعجبني , وبارك الله فيك

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً