الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

جدتي تغضب وتدعو عليّ بالرسوب والموت.. كيف أرضيها وكيف أتعامل معها؟

السؤال

السلام عليكم.

عمري 18 سنة، وأعيش مع جدتي "والدة أمي" وأنا أحبها جدًا، وهي أيضًا كذلك، ولكن المشكلة هي أنها تغضب سريعًا، وعصبية، وأنا من النوع الهادئ وغير العصبي، فأحيانًا يحدث بيننا مشاكل فتدعو عليّ بالرسوب في الامتحانات، أو أحيانًا الموت، وهي طيبة جدًا، ولكن أنا أحيانًا لا أسمع كلامها، ولا أنفذه، فكيف أرضيها؟

أنا أعلم أن الكبيرات في السن لهن معاملة خاصة، لكني لا أعلم كيف أعاملها؟ وأعلم أن رضا الله من رضاها عليّ، فهل من نصيحة كي أجعلها ترضى عني؟

وشكرًا مقدمًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبًا بك -ابننا الفاضل- في موقعك ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يرزقك احترام جدتك والصبر عليها، وأن يصلح الأحوال، وأن يحقق في طاعته الآمال.

أسعدنا حبك لجدتك وأفرحنا حرص الجدة عليك، وحبها الزائد، وكذلك شفقتها اللامحدودة، ونعتقد أنها سبب التوترات، وكثرة التعليمات التي تتضايق منها، وهي بلا شك في مصلحتك.

ومن هنا فنحن ننصحك بحسن الاستماع لجدتك مهما كان كلامها، مع الحرص على فعل ما هو صواب، وإرضاء الله فإنها سترضى إذا شعرت أنك تستمع وتهتم، وقل لها: "حاضر أنت تأمرين يا غالية"، ونحو ذلك من الكلام الكريم { وقل لهما قولاً كريما }.

عليك بفهم مقاصدها النبيلة، فهي تريد لك الخير، ولكنها قد تخطئ في طريقة العرض والمطالبة، فالعبرة هنا بقصدها لا بعملها.

تجنب عنادها وإغضابها؛ لأن ذلك لا يجوز، وعليك بفهم نفسيتها والسعي في إرضائها، والأم والجدة يرضيهما القليل، وأكثر من الدعاء لها ولنفسك، وطلب الدعاء منها، وإذا كنت تريد شيئًا فتلطف في الطلب، وقدم بين يدي ذلك البر والإحسان.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

سعدنا بتواصلك مع موقعك ونشكر لك الاهتمام، ونسعد باستمرارك، ونسأل الله أن يصلح حالنا وحالك، وأن يرضي عنك جدتك ووالديك، وأن يجعل النجاح لك حليفًا، والصلاح لك طريقًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات