الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أدمنت العادة السرية الدنيئة عشر سنين، فكيف أتخلص منها؟

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب بعمر 22 سنة، قد عانيت سنين كثيرة من ممارسة العادة السرية، وقد ترددت كثيرا قبل كتابتي لهذه الكلمات إلا أنني قررت أنه لا بد من طرح مشكلتي على مختصين قد يعينوني في الخلاص من مشكلتي، بعد توفيق الله عز وجل.

مشكلتي بدأت قبل 10 سنين، حين بدأت ممارسة العادة السرية بسبب رفقاء السوء، بعدها قررت الاستقامة، وبدأت أحفظ كتاب الله عز وجل، إلا أنني بقيت أمارس هذه العادة الدنيئة، وقد يصل بي الأمر أحيانا إلى مشاهدة الأفلام الإباحية.

قد حاولت مراراً وتكراراً التخلص منها، إلا أنني بعد شهر أو أكثر أشعر أنني لا يمكنني مواصلة حياتي دون أن أمارسها مرة أخرى، وأعود إليها مع الأسف الشديد.

بماذا تنصحني إذا راودتني هذه الشكوك؟ وإن كان بإمكاني التخلص منها، فما هو الأفضل؟ هل الحد النهائي أم التدريجي للعادة السرية؟ خاصة أنني أدمنت عليها مدة 10 سنين.

وفقني الله وإياكم لما يحبه ويرضاه.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ معاذ حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك -ابننا الفاضل في موقعك- ونشكر لك الاهتمام والتواصل والثقة في موقعك، ونبشرك بأننا عون لك وللشباب بعد نصر ومعونة ربنا العظيم، ومرحباً بمن أقبل إلى الله ينشد النصح، ونسأل الله أن يثبتك ويسدد خطاك، وأن يحقق لك آمالك وأن يصلح أحوالنا وحالك.

أرجو أن تعلم أن هذا الضمير الذي دفعك للكتابة إلينا، وهذه الخطوة هي أولى وأهم الخطوات بعد توفيق رب الأرض والسماوات، وأنت و-لله الحمد- مسلم يترك طعامه وشرابه لله، وينهض من دفء الفراش ليسجد لله، فكيف تنهار وتضعف أمام ممارسة لا تجلب إلا الأتعاب ولا توصل إلى الإشباع، بل تدفع للهيجان والسعار والأمراض؟!

لقد أسعدنا قرار الاستقامة، وأفرحنا إقبالك على القرآن، ونتمنى أن تصبح العودة شاملة والتوبة كاملة، فتوّج هذا الخير بالإقلاع عن العادة السيئة، واندم على ما سلف من التقصير، وأمّل في مغفرة القدير، وتذكر أنه يمهل ويمهل لكنه لا يهمل، وهو سبحانه يستر على العصاة ويستر، فإذا لبسوا للمعصية لبوسها هتكهم وفضحهم وخذلهم، فانتبه واحذر، فإنه لا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون.

أرجو أن تعلم أن هناك من تابوا فعادت لهم قواهم، وسعدوا في حياتهم، وكوّنوا أسراً ناجحة، أما الذين تمادوا واستمروا فقد أورثهم إدمان العادة عجزاً، وفشلوا في القيام بوظائفهم في علاقاتهم بزوجاتهم، والأخطر من ذلك أنهم فقدوا لذة الحلال، ولم ولن يستمتعوا بالحرام، كما قال ابن القيم: لا يستمتع العاصي بمعصيته إلا كما يستمتع الجرِب بحك الجرَب.

ومما يعينك -بعد توفيق الله-، ما يلي:

- كثرة اللجوء إلى الله، واستحضار رقابة الله، والخوف من ذنوب الخلوات.
- أشغل النفس بالمفيد من العبادات والأعمال والهوايات.
- غض البصر والبعد عن المواقع السيئة، وعدم المجيء للفراش إلا عند الحاجة للنوم، وحافظ على النوم على طهارة وذكر لله، وعدم المكوث في الفراش بعد الاستيقاظ.

- التخلص من كل ما يذكر بالمخالفة، وتبديل نمط الحياة، وتجنب الوحدة، لأن الشيطان مع الواحد، فعليك بتقوى الله في السر والعلن.

أرجو أن تترك العادة جملة، وبدون تدرج، وتعوذ بالله من الشيطان الرجيم، وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السويد محمد

    انتبه يا اخي ولا يغوينك الشيطان كما اغوا ابوانا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً