الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أرفض مجاراة الواقع خصوصا مظاهر الترف وعدم الالتزام

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

أحتاج منكم الدعم النفسي والنصح لي، طريقتي في الحياة والتفكير لا توافق أكثر نساء عائلتي، مما سبب لي الكثير من القلق الداخلي والحيرة، كوني متميزة عنهم، فأنا إنسانة خطاءة ولا أتفوق عنهم بشيء إطلاقاً، لكني أرفض حياة الترف والبذخ والإسراف، معتدلة في نفقتي على نفسي وأبنائي، غير آبهة بكماليات بيتي أو إكسسوارات ملابسي، مما يجعل البعض من نساء الأسرة ينتقدنني أشد انتقاد.

والشيء الآخر: أن الأعراس والحفلات ليست من اهتماماتي، بل أنا أقاطعها قدر استطاعتي، لما تحويه من إسراف وإتكيت لا يقبله عقل، وعري فاضح بين النساء، وإن كن بعيداً عن أعين الرجال!

فكيف أعيش حياتي التي اخترتها طلبا لمغفرة الله ورضوانه في هدوء، ودون تشكيك من أحد.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة / حصة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يبارك فيك، وأن يكثر من أمثالك، وأن يثبتك على الحق، وأن يحفظك وأسرتك من كل مكروه وسوء، وأن يسكنك وأهلك الفردوس الأعلى من الجنة بصحبة النبي المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم.

وبخصوص ما ورد برسالتك: فإني أحمد الله إليك وأشكره شكراً يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه على ما حباك من هذه النعم العظيمة، فاحمدي الله من كل قلبك أن صرف قلبك عن هذه الزخارف الزائلة وبصرك بالحق، وجعل همتك في طاعته ورضاه، فتلك نعمةٌ عظيمة جداً أختي الفاضلة حصة، حيث أن الكثير من الناس ما أن يفتح الله عليه بعض أبواب الدنيا ويريه بعض زخارفها إلا ويبهر بها، حتى تغرقه في فتنها ومباهجها غرقاً ينسيه وظيفته في الحياة ويصرفه عن العبودية لله الواحد الأحد، بل وأكثر الأحايين تدفعه إلى معصية الله والتكبر على خلقه، والإسراف على نفسه بالوقوع في الفتن والمعاصي والعياذ بالله.

أمّا من منّ الله عليه بمعرفة حقيقة الدنيا فهو لا يحرم نفسه منها، ولكن لا يفتن بها، ويعلم أن الدنيا كلها ساعة، وأن خير العباد من جعلها طاعة، ويحرص على ألا يضيع وقته أو ماله إلا فيما يرضي الله ورسوله، ويكون دائماً معتدلاً وسطاً لا إسراف ولا تقتير، وهذا هو المنهج الذي حدده لنا مولانا جل جلاله حيث قال: ((وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ))[الأعراف:31] وأرى أن ما أنت عليه هو الحق إن شاء الله، ولذلك طلبت منك حمده وشكره سبحانه أن وفقك لهذه الوسطية لا إسراف ولا تقتير.

عليك ألا تشغلي بالك بمن حولك أو من ينكر عليك ما دمت ملتزمة بضوابط الشرع وتقدمين مرضاة الله على هوى النفس والعادات والتقاليد، فلا تشغلي بالك بهؤلاء المنكرين، وسلي الله الثبات على الحق والقبول والإخلاص، وحاولي أن توظفي هذه الأشياء الزائدة في مرضاة الله ومساعدة الفقراء والمساكين وما أكثرهم حولنا وفي كل مكان؛ حتى تضمني لك مقعد صدق عند مليكٍ مقتدر.

مع تمنياتنا لك بالتوفيق والسداد والسعادة في الدارين، وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً