الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مصاب بسلسل البول فما نصيحتكم الطبية والشرعية في ذلك؟

السؤال

السلام عليكم.

لدي استفسار-نفع الله بكم- من ناحية طبية، ومن ناحية شرعية.
أنا مصاب بسلس بول متقطع؛ يستمر على شكل قطرات بعد قضاء الحاجة لمدة 15 دقيقة تقريبا، حاليا أنا أضع بعض المناديل؛ لتفادي إصابة ملابسي بالنجاسة.

الحقيقة: الموضوع متعب قليلا بالنسبة لي، خصوصا أني أخصص لنفسي وقتاً أدخل فيه الخلاء قبل موعد الصلاة، وأدخله مرة أخرى قبل الوضوء؛ لإزالة المناديل.

أحيانا كثيرة تفوتني الصلاة بسبب هذه المشكلة, وأحيانا أصلي وأنا حاقن؛ لكيلا تفوتني الجماعة، وأحيانا لعدم توفر مكان أقضي فيه حاجتي، أو لعدم وجود مناديل أضعها على ملابسي.

وللأسف أحاول النهوض قبل موعد الصلاة لأقضي حاجتي ثم أعاود النوم؛ مما يسبب لي فوات الصلاة، وكثيرا ما يحدث ذلك عندما أكون مرهقا.

ذهبت للطبيب، وعمل لي الأشعة فوق الصوتية: (ultra sound)، وأوضح أن العضلات والبروستاتا سليمة, وأن المشكلة نفسية, فبسبب التفكير في الموضوع يحدث ذلك.

العلاج الذي أخبرني عنه: أن أقضي حاجتي متى ما أردت، ولا أخصص وقتا لنفسي مثل السابق، فبذلك ترجع العملية طبيعية، وأعطاني دواء اسمه (Acalka comprimidos Citrato potasico).

ذهبت إلى طبيب آخر؛ فأخبرني أن المشكلة في كون العضلة تحتاج إلى تمارين لتعود إلى عملها الطبيعي، والتمارين هي شد فتحة الشرج وبهذا تشتد عضلة المثانة، لكن هذا الطبيب عمل لي نفس الأشعة السابقة لكن لم أتمكن من مراجعته حول نتيجتها.

فلا أدري ما العمل؟

ومن ناحية شرعية: هل يجوز لي أن أعمل ما قاله الطبيب الأول؟ مع كوني متيقنا من خروج البول.

كيف سأصلي وقد بطل الوضوء وتنجست الملابس؟ وإن جاز ذلك للضرورة فهل يجب أن أغير ملابسي بعد وقت معين؟ وهل الوضوء يكون لكل صلاة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

عادة ما تكون هذه الأعراض بسبب احتقان البروستاتا، واحتقان البروستاتا ينتج: عن كثرة الاحتقان الجنسي، أو كثرة تأجيل التبول، أو التهاب البروستاتا، أو الإمساك المزمن، أو التعرض للبرد.

لا بد من الابتعاد عما يثير الغريزة، والمسارعة في تفريغ المثانة عند الحاجة لذلك، وتفادي التعرض للبرد الشديد، وكثرة تناول الخضراوات الطازجة؛ لتفادي الإمساك.

ويمكن تناول علاج يزيل احتقان البروستاتا مثل: Peppon Capsule كبسولة كل 8 ساعات, أو البورستانورم، أو ما يشبههما من العلاجات التي تحتوي على مواد تقلل من احتقان البروستاتا مثل: الـ Saw Palmetto، والـ Pygeum Africanum، والـ Pumpkin Seed، فإن هذه المواد طبيعية وتُصنّف ضمن المكملات الغذائية, وبالتالي لا يوجد ضرر من استعمالها لفترات طويلة (أي عدة أشهر) حتى يزول الاحتقان تماما.

وبالتالي لا يوجد عيب في العضلات، ولا حاجة لعمل تمارين، ولا داع للانتظار بعد التبول، ولكن بعد إفراغ البول تلبس ملابسك، ولا تفكر فيما ينزل من البول، ولا داع لتغيير الملابس؛ لأن في ذلك حرج كبير ويسبب الوساوس.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهت إجابة الدكتور/ أحمد محمود عبد الباري استشاري جراحة المسالك البولية.
وتليها إجابة الدكتور/ أحمد سعيد الفودعي مستشار الشؤون الأسرية والتربوية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مرحبًا بك –أيهَا الأخ الحبيب– في استشارات إسلام ويب، نسأل الله لك العافية، وأن يمُنَّ عليك بالشفاء العاجل مما تعانيه.

إذا كنت متيقنًا –أيهَا الحبيب– من أن قطرات من البول تخرج منك بعد تبولك بخمسة عشر دقيقة – كما وصفت – فإن الواجب عليك أن تنتظر انقطاع هذه القطرات، فإذا انقطعت عنك تطهرت وصليت، وليس لك أن تُصليَ بعد خروجه قبل أن تتوضأ، فهي ناقضة للوضوء؛ لأنها تنقطع عنك كما ذكرت، ولا يلزمك أن تتبول قبل دخول وقت الصلاة، فإذا احتجت أن تتبول بعد دخول الوقت فتبولت ولم تنقطع عنك فإنك معذور في ترك الجماعة، وبهذا تعرف أن شريعة الله تعالى سهلة ميسَّرة، والجماعة تسقط لأعذار، وأنت معذور بعذر يُبيح لك ترك الجماعة.

أما إذا كان خروج هذه القطرات مجرد وهم تتوهمه؛ فالنصيحة لك ألا تلتفت لهذا الشك أو الوهم، ولا تبنِ عليه حكمًا، فإذا جاء الشيطان وحاول أن يُشكك في أنك قد خرج منك شيء من البول فلا تلتفت، ولا تفتِّش هل خرج شيء أو لم يخرج؟ لأن الأصل عدم الخروج، وفي هذه الحالة إذا صبرت على هذا الطريق فإن هذه الوساوس والشكوك ستذهب عنك.

وبعض الفقهاء رخَّص في مثل حالتك في ترك إزالة هذه النجاسة، فإذا كان يخرج منك البول كل يومٍ ولو مرة واحدة، بغير إرادة منك تخرج قطرات من البول، ففي هذه الحالة يُسميها فقهاء المالكية (المستنكح) بالحدث، أو المستنكح بالنجاسة، وهذا الحال رخصوا فيه بترك تطهير النجاسة، لكنهم مع ذلك يقولون بأن الوضوء ينتقض بخروج هذه القطرات، فأنت إذا شق عليك تطهير النجاسة من بدنك أو من ثوبك بأن كنت في مكان لا تتمكن فيه من التطهير أو نحو ذلك، فيسعك الأخذ بهذا المذهب، فدين الله تعالى يُسر، وإن كان الأحسن – كما قلنا لك – أن تأخذ بقول جماهير الفقهاء من أنك بعد انقطاع هذه القطرات عنك تستنجي وتغسل مواضع النجاسة، ثم تتوضأ وتُصلي.

هذا كله كما قلنا إذا كنت متيقنًا من خروج هذه القطرات، أما إذا كانت مجرد شكوك فقد أرشدناك إلى أن العلاج هو الإعراض عنها بالكليَّة.

نسأل الله تعالى لك التوفيق والإعانة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً