الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شخصيتي ضعيفة وأخاف من بعض الأشخاص، فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم

أنا أريد أن أعرف ما الذي عندي؟ أحيانا أكون ضعيف الشخصية جدا، وأخاف من بعض الأشخاص عندي في العمل.

وعندما أكون مسافرا للعمل تكون ليلة صعبة عندما أتذكر هؤلاء الناس، لدرجة أني أفكر أن أترك العمل، وعندما أتذكرهم قلبي يدق بقوة، ومخنوق، ونفسيتي متعبة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على التواصل معنا والكتابة إلينا بهذا السؤال.

ربما هناك جانبان لسؤالك هذا.
الأول: ربما عندك شيء من الارتباك أو الرهاب الاجتماعي، ولذلك فأنت تقلق من لقاء الناس عموما؛ وبالتالي تتجنبهم، وترغب بعدم مقابلتهم.

وكنتُ أتمنى لو ذكرت لنا عمرك؛ لأن بعض الارتباك الاجتماعي يعتبر أمرا طبيعيا نوعا ما عند الذي لم يكتمل عنده بعد النمو الاجتماعي، وبحيث أنه لم يصل بعد للحالة التي يشعر معها بالثقة الكبيرة في نفسه، وفي التعامل مع الآخرين.

وهناك في هذا الموقع أسئلة كثيرة جدا وأجوبتها، والتي تدور حول الرهاب الاجتماعي، فيمكنك الرجوع إليها لمعرفة كيفية التصرف الأفضل.

وأهم نقطة في الموضوع أن تحاول ألا تهرب أو تتجنّب مثل هذه المواجهة، فالتجنّب لا يحل المشكلة، وإنما يزيدها تعقيدا.

والأمر الثاني لسؤالك: أنه ربما بعض الصعوبات التي شرحتها في سؤالك تتعلق بصعوبة التعامل مع بعض الشخصيات الصعبة، وخاصة أنك ذكرت أنك تخاف من التعامل مع بعض الأشخاص في عملك، وليس عموم الناس. وفي هذه الحالة فالشخص عادة لا يعاني من الارتباك والقلق الاجتماعي، إلا أنه يجد فقط صعوبة التعامل مع بعض الأفراد، وليس عامة الناس كما ذكرت.

وهنا قد تفيدك بعض التوجيهات، ومنها على سبيل المثال: التذكر أن الناس يختلفون في شخصياتهم، وفي طريقة تعاملهم مع الآخرين، وأنك تستطيع أن تتحكم في شخصيتك، وليس في شخصيات الآخرين.

والأمر الثاني: أن الشخص الصعب، صحيح أنه قد يزعجك أو يخيفك، إلا أن المشكلة الحقيقة ليست مشكلتك، وإنما هي مشكلة هذا الشخص الذي ابتلي بهذه الشخصية. وهنا دوما يفيد أن نذكر أنفسنا، هل هذه المشكلة مشكلتي، أو مشكلة الشخص الآخر؟

والأمر الأخير الذي أذكره هو: أنه يمكنك اعتبار مواجهة هؤلاء الأشخاص (المخيفين) على أنها فترة تدريب واكتساب خبرة، وحاول أن لا تعطي الأمر الأهمية الكبيرة، فأنت بهذه النظرة قد تصبح ترى في بعض المواقف مع هؤلاء ما يثير الضحك أكثر مما يثير الخوف والقلق.

وفقك الله، ويسّر لك الخير، وأعانك على المواجهة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً