الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل هذه الأعراض من آثار الأدوية وما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأخ الكريم والطبيب المتميز د/ محمد عبد العليم: أنا شاب عمري 32 سنة، وأتعالج من مرض الاضطراب الوجداني ثنائي القطب من الدرجة الثانية، وفي الوقت الحالي لا أعاني من أي انتكاسة.

الأدوية التي أتناولها هي كالتالي:
1- لامكتال 50: قرص في الصباح وقرص في المساء.
2- سيروكويل 100: قرص في المساء.
3- سيروكسات 12.5: قرص قبل النوم.

خلال هذه الأيام مزاجي متقلب، ففي بعض الأيام يكون مزاجي جيدا، ومعتدلا، وأشعر بالسعادة والهدوء والاسترخاء، إلا أن هذه الحالة لا تستمر، حيث يسوء مزاجي في أيام أخرى، وأشعر بالضيق. فما سبب هذه التقلبات المزاجية؟ وهل الأدوية والجرعات تحتاج إلى تعديل؟

في الوقت الحالي لا أعاني من أي انتكاسة، إلا أنه قبل الاستيقاظ من النوم كثيرا ما تأتيني أفكار سلبية وتشاؤمية في الصباح. فهل أرفع الجرعة من لامكتال إلى 150 مليجرام في اليوم أم أرفع السيروكسات إلى 25 مليجرام؟

ملحوظة: لا أستطيع رفع الجرعة من السيروكويل بسبب ارتفاع سعر الدواء وتأثير أعراضه الجانبية، وجدت أيضا أنه بعد تناول السيروكويل تحدث زغللة للعين، وتشوش وعدم وضوح في الرؤية، ثم يختفي هذا العرض. فهل هذا العرض الجانبي دائم أم مؤقت؟

أخيرا: هل يسبب تناول السيروكسات في المساء الأرق والكوابيس والأحلام المزعجة؟

مع أخلص وأرق تحياتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ جمال حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

التقلبات المزاجية أو ما نسميه بالهفوات المزاجية هي أمر طبيعي جداً للناس العاديين، وكذلك لمرضى الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، وأريدك أن ترسخ هذا المفهوم، لا تكن حاد اليقظة والانتباه؛ لتراقب كل عرض، هذا مهم جداً، وهو جزء من العلاج التطبيقي السلوكي المفيد جداً.

فإذاً التغاضي، تجاوز الأعراض البسيطة، وعدم تضخيمها، وتجسيمها، والتعامل معها بعفوية، هذا هو المطلوب، وهذه هي الطريقة الصحيحة، ما تتناوله من أدوية أراه جيداً وممتازاً، لكن بالفعل اللاميكتال يمكن أن يرفع، دواء متميز له خاصية عظيمة جداً لعلاج القطب الاكتئابي على وجه الخصوص، إذا صبر عليه الإنسان، الذي أراه أن ترفع اللاميكتال وتجعله 50 مليجرام صباحاً، ثم 100 مليجرام ليلاً لمدة أسبوعين، ثم اجعلها 100 مليجرام صباحاً، و100 مليجرام مساءً، واستمر على هذه الجرعة على الأقل لمدة 3 أشهر، بعدها يمكن أن تفكر في إنقاص الدواء قليلاً، تجعله 150 مليجرام يومياً، هذا -يا أخي الكريم- هو الأفضل.

لا داعي لرفع جرعة الزيروكسات والسيركويل، اتركه كما هو، فجرعة 100 مليجرام جرعة بسيطة وسهلة الاستعمال، والسيركويل لا يؤدي إلى زغللت العين أو التشويش وعدم وضوح الرؤية؛ لأن هذه ليست من الأعراض الجانبية المعهودة التي يسببها هذا الدواء، لكن لا نستبعد أبداً أن التفاعل الثلاثي ما بين الأدوية التي تتناولها قد يكون أعطى شيئاً من هذه الأعراض التي تشتكي منها، وإن شاء الله تعالى باستمرار الوقت سوف تختفي تماماً، ساعد نفسك من خلال النوم الليلي المبكر، وممارسة الرياضة، وتمارين الاسترخاء.

بالنسبة للزيروكسات يختلف الناس في تفاعله حين يتناولون هذا الدواء، البعض قد يسبب لهم الدواء يقظة زائدة، والبعض قد يشتكي من نعاس، المتفق عليه هو تناول الدواء في فترة الصباح أو وقت النهار، لكن إذا حدث تكاسل أو شعور بالنعاس في أثناء النهار بعد تناول الزيروكسات فهنا تنقل الجرعة، ويتم تناولها في فترة المساء، الدواء لا يسبب أحلاما مزعجة أو كوابيس، وإن كانت لديك فاحرص على ممارسة الرياضة، وأذكار النوم، ولا تتناول وجبات دسمة من الطعام في فترة المساء.

أسأل الله لك العافية والشفاء، والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً