الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مشاهدتي صورة القتلى جعلت الخوف طابعا في حياتي.

السؤال

السلام وعليكم ورحمة الله وبركاته

أما بعد إخواني: كنت أشاهد في التليفون فيديو لجثث في (الغوطة الشرقية بسوريا)، وبعد انتهاء الفيديو بخمس دقائق جاءتني حالة من الذعر والخوف الشديدين، والتنفس السريع، والإحساس بالموت، وألم في الرأس، وارتخاء في الجسم، مع رجفة.

بعد نصف ساعة على مرور هذه الحالة ارتحت قليلا، ولكني ما زلت أشعر بالقلق، وبعد مرور أسبوع على هذه الحالة عادت الحالة نفسها، مع ألم في البطن والرأس، وأصبحت تأتيني هذه الحالة فجأة، مع ألم دائم في الرأس والمعدة، وأنا أعيش في مخيم في تركيا، ولا أعلم ماذا أفعل.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ وليد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ما شاهدته مفزع ومؤلم جدًّا، وكلنا نشاهد مثل هذه المناظر ونتألم كثيرًا، أليس من المؤلم أنه حين يموت الإنسان بالصورة التي شاهدتها لا يجد مَن يقوم بدفنه، هذا أمر عجيب جدًّا، يُمزق النفس أيها الفاضل الكريم.

ما حدث لك من أحاسيس هو دليل على الرحمة الموجودة في قلبك، فلا تتخوف منه أيها الفاضل الكريم، ادعُ لهؤلاء بالرحمة، واسأل الله تعالى أن يحفظك وأن يُنجّيك، وأن يُزيل هذه الابتلاءات والفتن عن هذه الأمة، وعش حياتك بصورة طبيعية.

أيها الفاضل الكريم: ما شاهدته أنت شاهده الملايين، إذن الأمر يجب ألا يأخذ طابع الشخصنة من جانبك، هو أمر عام، ابتلاء عام، ومن لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم، لكن اهتمامك وحساسيتك والرأفة التي بوجدانك قد تكون أفضل من الكثير من الناس، ولك أجر في هذا إن شاء الله تعالى.

عش الحياة بقوة، وجاهد نفسك أن تكون صَلِبًا وصامدًا، وعليك –أيها الفاضل الكريم– بالصلاة وبالدعاء والذكر والإكثار من الاستغفار، وأن تتلوَ شيئًا من القرآن، وعليك أن تمارس شيئًا من الرياضة، وأنت تعيش في هذا المُخيم في تركيا، هنالك فرصة عظيمة جدًّا أن تُساعد الآخرين، خاصة من كِبار السن، والنساء والأطفال، اجعل لحياتك قيمة من خلال وجودك في هذا المخيم، وهذه تجربة حتى وإن كان فيها الكثير من السلبيات لكنها تجربة عظيمة، لأنها تُربي الإنسان على أسس جديدة في الحياة، يكتسب منها مهارات، يستفيد منها، هنالك دروس يتم تعلمها في مثل هذه المواقف، ويجب استيعابها، ويجب أن تستفيد منها، هذا النوع من التفكير قطعًا يصرف انتباهك تمامًا عن القلق والتوتر الذي تعيشه.

ويمكنك أن تذهب لطبيب المعسكر ليُعطيك أحد مضادات القلق، هنالك أدوية بسيطة مثل التفرانيل، التربتزول، الموتيفال، الدوجماتيل، وهلمَّ جرَّة، تناول أحد هذه الأدوية لمدة شهرٍ تقريبًا سوف يُساعدك كثيرًا.

أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك الصلة والتواصل مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً