الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بعد الاعتياد على الأوميجا 3 لم يعد له تأثير، هل من شيء آخر يعين على التركيز؟

السؤال

السلام عليكم.

أعاني من مشاكل في التركيز، فأخذت الأوميجا 3 بانتظام، ووجدت له في البداية تأثيرا رائعا، ثم بعد ذلك وبعد الاعتياد عليه لم يعد له أي تأثير مثل السابق.

هل من شيء آخر معين على التركيز وله نفس التأثير الجيد للأوميجا 3؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

من الجميل -أولاً- أن تبحث في الأسباب التي يمكن أن تكون هي المسببة لتشتت أفكارك وعدم القدرة على التركيز، وبعد ذلك يسعى الإنسان لإزالة هذه الأسباب بقدر المستطاع. هذا أمر أول.

والأمر الثاني –وهو مهم جدًّا-: قم بإجراء فحوصات روتينية لكنها مهمة: التأكد من مستوى الدم، ومستوى السكر، ووظائف الغدة الدرقية، وفيتامين (ب12) وفيتامين (د)، هذه أُسس فحصيَّة مهمَّة، وإن شاء الله تعالى تكون طبيعية، وحين تجدها سليمة هذا في نفسه يُمثِّل دفعًا إيجابيًا جدًّا.

الـ (أوميجا 3) يقال: إنها من محسنات التركيز، أنا لا أرفض استعمالها، لكن يجب ألا يكون ذلك بكثرة؛ لأنه يُعاب عليها أنها ربما تؤدي إلى زيادة سيولة الدم، وبعض الناس يتناولون الأسبرين والأوميجا 3 في نفس الوقت، وهذا خطأ جسيم.

عمومًا -إن شاء الله تعالى- تنتفع من الأوميجا 3، وكما ذكرت لك بعد أن تبحث في الأسباب وتزيلها، وتتأكد أن فحوصاتك سليمة، هنالك نظام ونمط حياتي إن اتبعته سوف يُحسِّنُ تركيزك:

أولاً: النوم المبكر، هذا من أفضل الدعائم التي تؤدي إلى ترميم عام وكامل لخلايا الدماغ، وقطعًا الإنسان حين ينام مبكرًا ويستيقظ مبكرًا، ويبدأ يومه بصلاة الفجر، ويحسُّ بالفعل أنه في طمأنينة وأمان، والطمأنينة والأمان دائمًا تكون مرتبطة بحسن التركيز.

الأمر الآخر: لا مانع أن تتناول كوبًا من القهوة في الصباح، هذا قطعًا يُحسِّنُ التركيز.

ثالثًا: ممارسة أي نوع من التمارين الرياضية، الرياضة مهمة جدًّا؛ لأن الرياضة تؤدي إلى تحسين إفراز مركب دماغي يُعرف بـ (BDNF)، هذا المركب وُجد أنه هو الذي يؤدي إلى ترميم خلايا الدماغ، وجعلها في حالة من النشاط والمثابرة التي تُحسِّنُ التركيز لدينا.

فإذًا الرياضة قيمة مهمة جدًّا، والنوم المبكر مهم جدًّا، وتمارين الاسترخاء ضرورية؛ لأن سوء التركيز كثيرًا ما يكون مرتبطًا بالقلق، هذا القلق حتى وإن لم يكن سطحيًا ربما يكون قلقًا داخليًا مُقنعًا، وتمارين الاسترخاء هي خير مضاد للقلق.

رابعًا: القراءة تُحسِّنُ التركيز ولا شك في ذلك.

خامسًا: مجالسة الصالحين من الناس، ومَنْ يرتاح قلبك لهم تُحسِّن التركيز. بر الوالدين يُحسِّن التركيز. قراءة القرآن بتدبر وتمعنٍ وتؤدة تُحسِّن التركيز، قال تعالى: {واذكر ربك إذا نسيت} وقال تعالى: {واذكروا الله كثيرًا لعلكم تفلحون} وقال: {ولذكر الله أكبر}.

أخِي الكريم: أن تكون لك مشاريع مستقبلية تُخطط لها، وتعمل من أجلها، وتتدارس الآليات التي توصلك إليها، قطعًا هذا سوف يُحرِّك تركيزك في اتجاه معين؛ مما يجعله جيدًا وممتازًا.

أسأل الله تعالى أن ينفعك بما ذكرته لك، وأنا شاكر ومُقدِّر لك على ثقتك في استشارات إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً