الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بعد الطموح وحب الحياة أصابتني الوساوس والاكتئاب.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

أنا في حيرة من أمري، فقد تعبت كليا، فمشكلتي بدأت في عام مضى، كنت إنسانا ملتزما فرحا بالحياة، أحب الناس، ولدي طموحات وأحلام، ولكن في أحد الأيام كنت ذاهبا إلى صلاة العشاء؛ فأحسست بدوخة، وكدت أن أسقط على الأرض، وأحسست بسخونة في جسمي ثم ببرودة، خِفت؛ فذهبت إلى المسجد مسرعا، قلت في نفسي سأموت، ثم خرجت من المسجد وذهبت إلى المنزل.

وفي اليوم الثاني أجريت فحوصات، والنتيجة لا يوجد شيء، ومنذ تلك اللحظة بدأت تهاجمني أفكار في الذات الإلهية، وأتغلب عليها، ثم تعود، وهكذا، والأيام تسري، وأنا أحارب الأفكار السلبية، أهزمها وتهزمني، ومع مرور الوقت أصبحت أحسن باكتئاب شديد، ومرات أرفع معنوياتي جيدا.

أصبحت غير ملتزم كما في السابق، وأحس بأني سأسقط لمّا أمشي في الطريق، ومرات أبكي على حالي، وأطلب من الله أن يشفيني، ومرات الأفكار تشتد علي، حتى أحسست نفسي بأني وحدي في هذا العالم، أسأل نفسي من أنا؟ ماذا أفعل.

الحمد لله ما زلت أصلي أوقاتي في المسجد، ولكن ليست بتلك الرغبة القديمة، فأحلامي وطموحاتي اختفت، وقد تعبت والله، تعبت من نفسي، فأنا في حيرة من أمري، فما تشخيصكم لحالاتي، وما الحل؟
ولكن أرجوكم بدون دواء طبي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الحكيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً ومرحباً بك -أخي الكريم- في استشارات الشبكة الإسلامية، ونسأل الله العلي القدير أن ينعم عليك بدوام الصحة والعافية.

الأحداث التي تعرضت لها خلال الفترة الماضية ربما تكون من العوامل التي فجرت ما بداخلك من مخاوف وأوهام، -والحمد لله- أنها عدّت ولكنها تركت بعض الآثار البسيطة، والتي يمكن التغلب عليها -إن شاء الله-، ونذكرك بالإرشادات الآتية:

أولاً: لا بد من التذكير بركن من أركان الإيمان، ألا وهو الإيمان بالقضاء والقدر، خيره وشره، وأمر المؤمن كله خير.

لذلك يا أخي الفاضل: الحذر الشديد، والتشاؤم المستمر قد يكونان من العوامل التي تؤدي إلى نقصان السعادة، فكن متفائلاً، واعمل ما يرضي الله تعالى، وتوكل عليه؛ فإنه يحب المتوكلين، واعلم أن الآجال محددة وحتمية.

فكم من مريض عاش طولاً من الدهر ... وكم من صحيح أكفانه تنسج وهو لا يدري

والمؤمن لا بد أن يتذكر الموت، ويعلم أن هذه الحياة فانية لكي يكثر من الصالحات، ويتجنب المنكرات، كذلك لا بد أن يكون خليفة لله في أرضه، وأن تكون له آمال وطموحات، ويسعى في تحقيقها.

والأعراض التي حدثت في السابق ربما تكون عارضة ولا تتكرر، ولكن المشاعر والأحاسيس التي ارتبطت بها تجعل الفرد يتخوف من حدوثها، فحاول تناسيها، وشتت الفكرة الوسواسية، واسأل نفسك هل أنت تعتقد فيها؟ أو تحاول إقناع الناس بها؟ أو تجاهر بها في المجالس؟ بالطبع الإجابة لا إذا لماذا الانشغال بها وإعطائها الاهتمام؟

ثانياً: لا تستسلم للمشاعر والأفكار السلبية، بل قابلها بالأفكار الإيجابية والمنطقية، وحاول مراجعة كل الأفكار السلبية التي سيطرت عليك من قبل، وتوقعت فيها حدوث خطر يصيبك، ومكروه يأتيك، فكم منها تحقق بالفعل؟

ثالثاً: قم بممارسة تمارين الاسترخاء يومياً؛ فإنها مفيدة في خفض التوتر والقلق المصاحب لنوبات الهلع.

نسأل الله تعالى لك الشفاء العاجل.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً