الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سبل مساعدة المرأة لزوجها في قضاء الدين ومحاولة التخفيف عنه

السؤال

أعيش أنا وزوجي حياة مستقرة وسعيدة ولله الحمد، إلا أن أوضاع زوجي المادية متدنية بعض الشيء؛ نظراً لبعض الديون وهو يشعر تجاه هذا الموضوع بالضيق والقلق خصوصاً عند اجتماع عدد من المستلزمات المادية في وقت واحد، وأنا ويشهد الله أني أحاول التخفيف عنه دائماً، ولا أكلف عليه بالطلبات، ولا أشعره بسوء وضعه، إضافةً إلى بحثي المتواصل عن وظيفة لمساعدته، إلا أن ذلك يؤثر على نفسيته أحياناً.

أرجو مساعدتي في طريقة التعامل معه؟


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة / نجلاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك: (استشارات الشبكة الإسلامية)، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يفرج كربتكم، وأن يقضي ديونكم، وأن يوسع أرزاقكم، وأن ينزل رحماته وبركاته عليكم، وألا يحرمكم السعادة والأمن والاستقرار.

وبخصوص ما ورد برسالتك: فإن موقفك هذا لمشرف وهو الموقف الطبيعي، وكل امرأة فاضلة تشعر بمعاناة زوجها وتشاركه همومه وأحزانه، وتجتهد قدر استطاعتها في مساعدته والتخفيف عنه، وهذا هو دور المرأة المسلمة الصادقة الفاهمة لدينها والمدركة لمسؤوليتها تجاه زوجها، فواصلي سياستك التقشفية، واقتصادك المنزلي، فهذا من أهم أسباب العلاج، وفوق ذلك الكلمات الإيجابية والتشجيع الدائم، وإشعاره بأنكم لستم وحدكم الذين تعيشون مثل هذه الظروف، وإنما هناك أُسر بل دول تعيش تحت مستوى الفقر ولا تجد قوت يومها، وذكريه بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: ( انظروا إلى من هو دونكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم ... ) فكم من أُسرٍ لا حصر لها نحن أحسن منها حالاً، بل نحن في نعم لا تعد ولا تحصى، وعلى رأسها نعمة الصحة والعافية التي لا تعدلها كنوز الدنيا، كذلك نعمة الأمن والاستقرار والسعادة والتفاهم، كذلك نعمة الإيمان التي لا تدانيها نعمة، وذكريه دائماً بمثل هذه النعم العظيمة، واضربي له الأمثلة من واقع الناس حولك، وكيف أن ظروفهم أشد من ظروفكم، ورغم ذلك سعداء، أو على الأقل لا يتضجرون ولا يشكون الله لخلقه.

كذلك عليك بوصيته وأنت معه بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم: ( اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، وغلبة الدين وقهر الرجال )، وقوله صلى الله عليه وسلم أيضاً: ( اللهم اكفني بحلالك عن حرامك وبفضلك عمن سواك ) إلى غير ذلك من الأدعية المتعلقة بهذا الموضوع، وكذلك الاستغفار والصلاة على النبي المختار، وعما قريب سيفرج الله كربتكم، ويرزقكم من فضله.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً