الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

آلام الحوض ونزول قطرات من البول، هو هل التهابٌ في البروستاتا أو تضخم؟

السؤال

السلام عليكم

أنا متزوج منذ 8 سنوات، وهناك مشاكل زوجية تحدث بيننا، مما يضطرني لأمارس العادة السرية بكثرة، مما سبب لي آلام البروستاتا.

كما أعاني من نزول قطرات من البول في الملابس الداخلية وخيوط مع البول، وآلام في الشرج، هل هذا يعتبر التهاباً أو تضخماً في البروستاتا؟ وما هو العلاج؟

علما أن سرعة القذف أصبحت دائمة، ما علاجها؟ وأريد استعمال الفياجرا، للحصول على انتصاب لفترة أطول، ما هي الموانع؟ وكم الجرعة المناسبة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مشاري حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يُصلح ما بينك وبين زوجك، وأن يجعلكما من سعداء الدنيا والآخرة، وأن يُعينك على غض بصرك وتحصين فرجك، وأن يُوفقك للاستمتاع بالحلال الطيب بعيدًا عن الحرام الذي يُغضبه ويُسْخطه ولا يُسعدك ولا يُريحك.

بخصوص ما ورد برسالتك -أخي الكريم الفاضل- من أنك متزوج منذ ثمانِ سنوات، وأن هناك مشاكل زوجية تحدث بينكم، مما ترتب عليه أنك وقعت في ممارسة العادة السرية بكثرة، حتى تسبب ذلك في حدوث بعض المشاكل الصحية لك.

أقول لك أخِي الكريم الفاضل: لا تُوجد مشكلة بلا حل، لأن الله تبارك وتعالى ما أنزل داءً إلا وأنزل له دواء، وينبغي قبل أن تُفكِّر في حلِّ بقية المشكلات أن تُفكِّر في حل المشكلة الأساسية مع أهلك.

اعلم أن كل شيء من الممكن أن يتم بالحوار والتفاهم والنقاش الهادئ، وأن هذه المشاكل لها أسبابها ودواعيها، فأتمنى أن تجلس مع زوجتك بعيدًا عن أي مؤثر خارجي، وأن تتناولا معًا مشاكلكما مشكلة مشكلة، وأن تبحثا معًا وبصدق وبتجرد وإخلاص عن الأسباب المؤدية إلى هذه المشاكل ووقوعها، لأنكما بذلك إذا عرفتما الأسباب وتمكنتما من القضاء عليها عادت الحياة الزوجية بينكما أفضل ما يمكن أن تكون الحياة بين زوجين مؤمنين، وبالتالي لن تكون في حاجة إلى ممارسة العادة السرية، وبالتالي أيضًا ستتخلص من مشاكل قطرات البول التي تنزل منك في ملابسك الداخلية، إلى غير ذلك مما ذكرت.

أقول لك: إن حل هذه المشكلات كلها في البحث عن الأسباب المحركة والداعية والدافعة لهذه المشاكل كما ذكرت أنت، وأعتقد أن الأمر سهل ميسور، وأنه ليس في حكم المستحيل، إلا أنه يحتاج فقط إلى نوع من الصدق والإخلاص في البحث عن الحل، وعدم توجيه اللوم أو العتب لطرفٍ ضد الآخر.

عليك – بارك الله فيك – أن تتجرد لحل المشاكل، فالكل يُعاني من مشكلة، وكل المشاكل تحتاج إلى حلٍّ، فلنتعاون معًا في البحث عن حلٍّ يُخرجنا من الأزمة، لا تجعلا هدفكما الأساسي توجيه اللوم أو العتاب لبعضكما ضد بعض، وإنما اجعلا الهدف الأساسي أن تضع يدك في يد زوجتك للبحث عن حلٍّ للمشكلة، فإذا ما قدَّر الله لك ذلك فأعتقد أنك سوف تتخلص من العادة السرية، وبالتالي أيضًا ستتخلص من هذه الأعراض التي أشرت إليها في رسالتك، لأن هذا هو الأساس، وهو المحرك.

أتمنى - بارك الله فيك – أن تكون جادًا أنت وزوجتك في ذلك، وأن تصبر عليها، وأن تعلم أن النساء ناقصات عقل ودين، وأن المرأة تحتاج إلى احتواء، فإذا احتويتها ملكتها، وأعطتك حياتها كلها، ولا تنتظر منك جزاءً ولا شكورًا.

فيما يتعلق بهذه العادة السرية، فأنت تعلم أنها من أسباب المشاكل الصحية الكبرى التي أشرت إلى بعضها.

لذلك – بارك الله فيك –لا تُعالج الداء بداء آخر، ولا تُعالج المشكلة بمشاكل، لأنك الآن عندما حدثت خلافات بينك وبين زوجتك رميت نفسك في حضن الشيطان، لأن العادة السرية – كما تعلم – مما اتفق أهل العلم على حرمتها، مما يترتب عليها من معصية لله تعالى، وإلحاق ضرر شديد بالبدن الذي هو بُنيان الله عز وجل.

عليك – بارك الله فيك – أن تطرد هذه المعصية حياءً من الله وابتغاء مرضاته، وأنا واثق أنك إن تركتها حياءً من الله تبارك وتعالى سوف يُصلح الله ما بينك وبين أهلك، واعلم أن ما عند الله لا يصل إليه العبد بمعصية الله، وإنما لا تصل إلى ما عند الله إلا بطاعة الله، فاجتهد أن تكون مُطيعًا لله باركَ الله فيك.

قطرات البول التي تنزل في الملابس الداخلية مما لا شك فيه أنها نجسة، خاصة وأنك لم تذكر أنك صاحب عُذر، لأن صاحب السلس – أي الذي يجري بوله دائمًا – يُخفف عنه، أما الذي تنزل منه قطرات بسبب معصيةٍ كهذه فعادة تكون قليلة، ولذلك يمكن السيطرة عليها.

بالنسبة للجوانب الأخرى: سيُجيبك الأخ الطبيب، وأسأل الله لك التوفيق والسداد.
+++++++++++++++
انتهت إجابة الشيخ / موافي عزب. مستشار الشؤون الأسرية والتربوية
وتليها إجابة د. إبراهيم زهران. استشاري الأمراض الجلدية والتناسلية وأمراض الذكورة
+++++++++++++++

مع الألم في منطقة الحوض، ومع نزول قطرات في الصباح في الملابس الداخلية، فإن الأقرب هو التهاب البروستاتا، ولحسم الأمر وللتفريق بين الالتهاب والاحتقان عليك بعمل تحليل، ومزرعة لسائل البروستاتا steamy test وعرضها على طبيبك الذي تقابله، وحسب النتيجة يكون التشخيص والعلاج.

سرعة القذف من النوع الثانوي تكون نتيجة عوامل جديدة تسببها، ومنها التهاب البروستاتا، وكذلك تباعد فترات الجماع، وضعف الانتصاب، وكذلك المشاكل النفسية بين الزوجين، وكذلك الإجهاد البدني والذهني.

عليك بعلاج التحكم في تلك الأسباب، قبل البدء في العلاج المباشر لسرعة القذف.

وعن استعمال الفياجرا فلا يوجد مانع طبي من تناولها إلا في الحالات التي تتناول أدوية قلب لتوسيع الشريان التاجية، وغير ذلك لا يوجد مانع طبي من تناولها، تحث إشراف طبيب، وعند الحاجة فقط، أي في حال ضعف الانتصاب، أو للتحكم في سرعة القذف في حال عدم التحسن بالعلاجات التقليدية لسرعة القذف.

كذلك يمكنك العرض على طبيب ذكورة للفحص، والاطلاع على التحاليل وبيان العلاج، بإذن الله.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً