الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خلل ما أصاب دورتي المنتظمة هذا الشهر

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة أبلغ من العمر (18) سنة، لست متزوجة، ودورتي الشهرية منتظمة دائماً - بفضل الله -، ولكن الشهر الماضي، حدث لي أمر جديد، فقد أتت الدورة في بداية الشهر، يوم السبت، وكان الدم متخثراً، ولم يكن باللون الأحمر، بل كان لونه مائلاً للسواد، استمر الحال هكذا ثمانية أيام، علماً بأن دورتي تكون من (4-6) أيام.

بعد انتهاء الثمانية أيام لم ينزل مني أي شيء، وبعد أسبوعين نزل مني سائل بني اللون بدون رائحة، ولكنه كان كثيراً، علماً بأن كل إفرازاتي بيضاء.

في أيام الدورة كنت أعاني آلاماً في أسفل ظهري وبطني، وفي الفترة التي نزل فيها الإفراز البني لم أعاني أي ألم، أنا خائفة جداً، أخشى أن أكون مصابة بمرض ما، أو أن هناك أمراً خطيراً لا أعلمه.

سؤالي لكم: ما هي الأسباب التي أدت إلى هذا الأمر؟ حتى أراجع الطبيب الذي أجريت عنده تحاليل الدم منذ شهر، وكلها كانت سليمة، علماً بأن وزني هو (47)، وطولي هو (166).

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ قمر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ما حدث لدورتك الشهرية المنتظمة: بعض الخلل والضعف في التبويض؛ والذي أدى إلى غزارة الدورة الشهرية، ونزولها على شكل كتل دم متجلطة، وتحولت إلى اللون الأسود، مثل قطع الكبد، ثم نزلت إفرازات بنية بعد ذلك؛ والسبب في الغالب عدم حدوث تبويض في ذلك الشهر، ويسمى ذلك غزارة الدورة، أو (polymenorrhagia).

وضعف التبويض ينتج عن تكيس المبايض، أو وجود أكياس وظيفية داخل المبايض، فيصبح هرمون إستروجين هو المسيطر على الدورة الشهرية، وينقص هرمون بروجيستيرون، وبالتالي لا يتم بناء بطانة الرحم جيداً، وتزيد سماكتها على حساب تكون الأنسجة الطبيعية للبطانة، وبالتالي تأتي الدورة الشهرية غزيرة أحياناً، وتطول مدة نزولها، أو يحدث تنقيطاً، أو نزول إفرازات بنية، حسب حالة الخلل الحادث.

وأهم أسباب التكيس على المبايض (PCOS): الوزن الزائد والسمنة، كذلك زيادة نشاط الغدة الدرقية، أو الكسل في نشاطها يؤدي إلى تلك الأعراض؛ ولذلك يجب فحص صورة دم (CBC)، وفحص هرمونات الغدة الدرقية (TSH-- FreeT4)، وفحص هرمون الحليب، وعمل سونار على الرحم والمبايض، وأخذ العلاج المناسب حسب التحليل والأشعة.

ولإعادة تنظيم الدورة، يمكنك تناول حبوب منع الحمل (الهرمونات) (كليمن) أو (ياسمين)، لمدة ثلاثة شهور، تناولي شريطاً كاملاً، لمدة (21) يوماً، ثم توقفي حتى تنزل الدورة الشهرية، ثم الشريط الذي يليه، ثم تناول حبوب (دوفاستون)، وهي هرمون بروجيستيرون صناعي لا تمنع التبويض، ولا تمنع الحمل، وجرعتها (10) مجم، تؤخذ قرصاً واحداً مرتين في اليوم، من اليوم ال (16) من بداية الدورة، حتى اليوم ال (26) من بدايتها، وذلك لعدة شهور أخرى، حتى تنتظم الدورة الشهرية.

والأهم من الحبوب هو علاج السبب، من خلال السيطرة على الوزن، وذلك عن طريق حمية غذائية، ومن خلال ممارسة الرياضة؛ لأن السمنة والوزن الزائد تعتبر السبب الرئيسي في هذا الخلل، وعدم انتظام الدورة الشهرية، ويمكنك تناول حبوب (جلوكوفاج 500)، ثلاث مرات بعد الأكل، لتنظيم عمل هرمون الأنسولين، والمساعدة في علاج التكيس، للمساعدة في الحمية، ولتنظيم الدورة الشهرية.

مع الاهتمام بأكل الفواكه والخضروات بشكل يومي، مع تناول أعشاب البردقوش والمرامية، وحليب الصويا، أو كبسولات فيتو صويا، ولكل ذلك بعض الخصائص الهرمونية، التي تساعد في علاج التكيس، وتحسين التبويض، وبالتالي تنظيم الدورة الشهرية.

حفظك الله من كل مكروه وسوء، ووفقك لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً