الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخطر مرحلة للتلقي عند الأطفال

السؤال

صديقتي تسأل وتقول: لها أخت تعيش في بريطانيا لإكمال دراستها الجامعية -طب- مع زوجها وبناتها وأولادها، وهم يدرسون السبت والأحد في السفارة السعودية وبقية الأيام في مدارس بريطانية، ولديها أصغر بنت واسمها نور أدخلتها روضة بريطانية؛ لعدم وجود روضة سعودية، وفي أيام عيد الميلاد عندهم أمرتهم الروضة أن يزينوا شجرة الكريسمس في ليلة العيد، وأنهم إذا زينوها سيأتيهم بابا ( نويل) ويعطيهم هدايا، طبعاً نور صغيرة وتأثرت بالموضوع، لكن أمها أفهمتها أن هذا عيد الكفار، وغيبتها في يوم العيد عن الروضة ومنعتها من تزيين الشجرة، وفي اليوم التالي ذهبت نور الروضة ورجعت بهدية كبيرة وتقول: تخيلي يا ماما إن بابا نويل جاء اليوم عشاني وجاب لي هدية، شوفي لأي درجة الكفار طيبين، يا رب انصر كفار، عشان أزين مع صاحباتي شجرة العيد.

طبعاً أمها تفاجأت لما وجدت بنتها منحازة ومعجبة بأولئك القوم، والأغرب من ذلك أنها تدعي على نفسها بالكفر .

ما هو الحل يا شيخ؟ وكيف يتصرف مع البنت؟ علماً بأنها متعلقة بالروضة لدرجة أنها أيام مرضها لا تتغيب فما الحل وما هو العمل؟ هل يتركونها مرحلة وستتعداها، أم يخرجونها؟ نأمل أن تضعوا لنا حلولاً وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الابنة الفاضلة/ هديل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يبارك فيكم جميعاً، وأن يجعلكم من الدعاة إليه على بصيرة، وأن يثبتنا وإياكم على الحق وأن يتوفانا مسلمين .

وبخصوص ما ورد برسالتك: فمما لا خلاف فيه بين علماء التربية -فيما أعلم- أن هذه السنة التي تعيشها الطفلة نورة هي أخطر وأهم مرحلة في التلقي والاستقبال، وأن كل ما يحدث أمامها يدخل إلى عقلها الباطن ويحفظ في ذاكرتها مباشرة، ويصعب إخراجه بعد ذلك إلا بشق الأنفس.

وما موضوع الاحتفال بعيد الكريسمس عندهم إلا جزء محدود مما يلقنونه لأطفالهم من عقائد وعادات تخدم ما هم عليه، لكن المشكلة تكمن فينا نحن، فهم لم يضربونا على أيدينا أو يلزمونا بالقوة بضرورة أن نربي أبناءنا عندهم وفي مدارسهم، لأنهم يشرحون مناهجهم وفق معتقداتهم وأخلاقهم.

لذلك أنصحك بضرورة حث الأخت على إخراج ابنتها فوراً حرصاً على فطرتها من التدمير والفساد، خاصةً في مجال العقيدة، مع محاولة البحث لها عن بديل مناسب حتى لا تصاب بصدمة نفسية ولا تشعر بالفراغ القاتل خاصة العاطفي، والذي قد يصبيها بعقد نفسية يصعب علاجها مستقبلاً إلا بعد جهد جهيد، ولكن لابد ثم لابد من إخراجها فوراً، وهذه من أهم المسئوليات التي تقع على عاتق الأسرة كما قال صلى الله عليه وسلم: (ما من مولود إلا ويولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه) وقال: (كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته).

مع تمنياتنا لهم بالتوفيق والسداد والهداية والرشاد، وصلاح النية والذرية، وبالله التوفيق .


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً