الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل الإنسان يقيم نفسه بمعنى يزكيها أم يقيمه الآخرون؟

السؤال

السلام عليكم

هل الإنسان يقيم نفسه بمعنى يزكيها أم يقيمه الآخرون؟ فأنا أري نفسي بأخلاق عالية، ومتواضع وأحب العمل وأشياء أخرى جميلة، عكس الآخرين الذين يروني بأني كسول وخمول وأشياء أخرى كثيرة؟

هل إعجاب الإنسان بنفسه -ليس أمام الآخرين إنما بينه وبين نفسه- فيه شيء؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك ابننا الفاضل، وشكرا لك على هذا السؤال، ونسأل الله أن يوفقك ويصلح الأحوال وأن يحقق لنا ولك في طاعته الآمال.

الناس شهداء الله في أرضه والمراقب الخارجي يرى ما لا يراه من هو في الداخل، والعاقل مثلك لا يغتر بثناء الناس، ولا يحزن لانتقاصهم، ولكنه يسعى للاستفادة من ملاحظاتهم، ورحم الله من أهدى إلينا عيوبنا.

الإنسان أعلم بنفسه من الناس، والعظيم الجليل أعلم بك منك، فاجعل همك إرضاء من يعلم السر وأخفى، لتربح وتفلح، لأنه سبحانه إذا رضي عن الإنسان أمر جبريل عليه السلام أن ينادي إن الله يحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يلقى له القبول في الأرض، قال سبحانه: (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا).

المهم هو عندما هو ثقتك في نفسك، وهي فرع عن إيمانك وثقتك بربنا الموفق لكل الخيرات فلا تتأثر كثيرا بذم الناس لأن رضاهم غاية لا تدرك، والعاقل يتطلب رضا الله، وإن سخط الناس، وبهذا يرضى عنه ويرضى عنه الناس.

الإنسان كثيرا ما يعرف عيوبه ونقائصه من إعدائه فيدفعه ذلك للسعى، والصعود نحو الكمال، وممن يفيد المسلم الصديق الصالح لأنه مرآة لصاحبه، كما أن من أهم حقوق الإخوة التناصح والتواصي بالحق وبالصبر وأخاك أخاك من نصحك في دينك وبصرك بعيوبك، وهداك إلى مراشدك وعدوك عدوك من غرك ومناك.

أما ما يحصل لك من الإعجاب بنفسك فتعوذ بالله من ذلك، وإذا أعجبتك نفسك فانكسر وتذكر فضل الله وستره عليك، والعجب فرح بالنفس وإنجازاتها ونسيان للموفق سبحانه، حتى يصل بالإنسان الحال فيصبح كمن قال: (إنما أوتيته على علم عندي) فكان العقاب فخسفنا به وبداره الأرض.

لا مانع من الفرح بتحقيق الطاعات والخيرات، مع ضرورة نسبة الفضل لله، وشكر المنعم، وبالشكر تحفظ النعم، وتنال الزيادات، (قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا) وفي الفرح المشروع تشجيع للنفس وتحفيز، فالنجاح يصل إلى النجاح بفضل وتوفيق ربنا الفتاح.

نسأل الله أن يوفقك ويسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً