الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حالة نفسية مفاجئة مصحوبة بالتهديد والصراخ، ما تشخيصكم؟

السؤال

السلام عليكم.

أسعد الله أوقاتكم بالخير والمسرات. بالشكر أبدأ إعجاباً بروعة موقعكم هذا، جعله الله في موازين حسناتكم، وأن ينفع به جميع المسلمين.

أراسلكم من مدينة المصطفى -صلى الله عليه وسلم- وأرجو من الله أن نلقى عندكم ضالتنا التي حيرتنا.

لدي بنت أخت بعمر 12 سنة، وهي طالبة في المرحلة الابتدائية، وكانت تعيش حياتها بشكل طبيعي، إلا أننا فوجئنا قبل خمسة أيام بتغير حالتها النفسية بشكل جذري جداً.

هي تقوم بتهديدنا، وتتوهم أننا وحوش، وتقوم بمطالعة الأركان والأسقف، وتأتي بحديث ما لا نراه، وتتوعد وتبكي، ولا تريد مجالسة أحد سوى أمها، وأصبحت كثيرة الصراخ، وتبكي بحرقة، وتقول: بأنكم تريدون قتلي، وتتهم زميلاتها في المدرسة.

لا ندري ماذا نعمل؟ هل نذهب بها إلى أحد المشايخ للقراءة عليها أم أنها تحتاج إلى طبيب نفسي مختص؟

أتمنى أن تشخصوا لي حالة البنت، وأن تشيروا علي ماذا أعمل؟ فلعل الله أن يكتب لها الشفاء.

أشكر لكم جهودكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ورسالتك تهمنا جدًّا، فهي رسالة طيبة لشخصٍ واضح أنه كريم، ويعيش في أرضٍ طيبة.

أخِي الكريم: هذه البُنيَّة – حفظها الله – من الواضح أن التغيُّر النفسي الذي حدث لها هو تغيُّرٍ نفسيٍ أساسيٍ، فهي قطعًا لديها هلاوس بصرية، وفي ذات الوقت لديها ظنانات وسواسية شديدة، لكنها ذات طابع ذُهاني، وأقصد بذلك أنها مقتنعة تمامًا بأن الذي تقوله وتُشاهده حقيقةً.

هذه الحالات الذهانية مؤلمة جدًّا لنفس الطفلة؛ لذا فهي تبكي بحرقة وتصرخ، وأتوقع أنها تُعاني من اضطراب في النوم، فمثل هذه الأعراض –غالبًا- ما تكون مصحوبةً بأرقٍ شديدٍ، وهذا قطعًا يؤدي إلى المزيد من الإنهاك والضعف النفسي.

أخِي الكريم: اذهبوا بهذه البُنيَّة إلى الطبيب النفسي الآن، وأنا على ثقة تامة من أنها سوف تجد الرعاية الكاملة من قِبل الأطباء النفسيين. فحالتها تتطلب إجراء بعض الفحوصات البسيطة، والتدقق من التاريخ المرضي الكامل، ومن ثم يتم تأكيد تشخيص الحالة.

من وجهة نظري أنها حالة ذهانية، وهذه يمكن أن تُعالج بصورة فعّالة جدًّا، لكن لا بد أن يكون التدخل تدخلاً مبكرًا، ويجب ألا يكون هناك أي نوع من التأخير.

قطعًا، الرقية الشرعية سوف تفيدها -إن شاء الله تعالى- لكن لا بد من الذهاب بها إلى الطبيب النفسي، من باب الأخذ بالأسباب.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً