الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عندما أغفو أشعر بأن قلبي سيتوقف، وأهب من نومي مرتعبًا

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أبلغ من العمر 26 عامًا، أتابعكم منذ سنوات، وبعدما بلغ السيل الزبى، وضاقت بي الدنيا أكتب لكم هذه الرسالة، وعيناي تقطر من الدمع ألمًا وحسرةً، وقهرًا، حتى أني لم أهنأ بالنوم منذ ما يقارب 7 سنوات.

أعاني من أرق شديد، وأفكار إلحادية، وأحلم بالجن دومًا، وغالبًا ما أتعارك معهم، وأتحداهم، ولا أخاف منهم، وأحاول أن أكون أنا المسيطر، لكن هذا لا يقلقني كثيرًا، فالذي يقلقني هو أني عندما أغفو أشعر بأن قلبي سيتوقف، وأهب من نومي مرتعبًا.

أنا أؤمن بالموت، لكني لا أعلم ما يحصل لي؟ أفكاري سوداوية، أميل للانتحار، وبعد هذا كله تعرضت للسجن، وتشوهت سمعتي في قضية بشكل لا يوصف، ومع ذلك أحاول السيطرة على نفسي.

والمشكلة الأخرى أني عندما أقوم للصلاة أتثاءب بشكل مبالغ فيه، وكذلك أثناء الصلاة أتثاءب، مع العلم أني غالبًا أتوضأ مع الأذان أي أستعد للصلاة مبكرًا، وأصلي بعد الأذان مباشرة.

لجأت إلى حبوب بنادول نايت، ثم إلى حبوب السوركويل فئة 300 فقط لأرتاح، أنا متعب جدًا، علمًا أني شخص فيه الخير الكثير، أنا أتألم، هل تعلمون ماذا يعني الألم! هل تعلمون ماذا يعني بكاء الرجال؟! لا أريد علاجا، كل ما أريده هو التشخيص، ما الذي أعاني منه؟

أعتذر على الإطالة -رحمكم الله-.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

من الواضح أنك تعاني من الضجر والكرب والكدر، وهذه كلها علامات اكتئابية، مع وجود وساوس قهرية.

لا أريدك أن تسمي أفكارك أفكارًا إلحادية، دعنا نسميها أفكار تطاول على الدين، وهي من صميم الوسواس – أيها الفاضل الكريم -.

موضوع السجن الذي تعرضت له: هذا الأمر – أيها الفاضل الكريم – استفد منه، واعتبره عبرة، ولا تأس على الماضي، ولا تخف من المستقبل؛ لأن كليهما سوف يسقطان عنك أهمية الحاضر، فعش حياتك بقوة، افتح صفحة جديدة مع نفسك، كن متفائلاً.

ويا أيها الفاضل الكريم: الحياة فيها أشياء جميلة جدًّا، اجرد حياتك، دقق فيما هو جميل فيها وطيب، وحاول أن تُضخمه، وقلل ما هو سلبي.

أنصحك – أيهَا الفاضل الكريم – بالتوازن النفسي الاجتماعي: ترتيب الوقت، الصحبة الطيبة، الصلاة مع الجماعة، أن تكون شخصًا له آمال وطموحات، وأن تكون مُجيدًا لكل شيء تفعله، هذا هو الذي يُمهد لك حياة طيبة وكريمة - إن شاء الله تعالى -.

الأفكار السوداوية حقّرها، الفكر الوسواسي لا تناقشه، إنما حقره، وأريدك أن تذهب إلى طبيب نفسي ليعطيك علاجًا بجانب السوركويل، ربما تحتاج لأحد مضادات الاكتئاب الأكثر فعالية، والتي تُزيل عنك الوساوس وتُحسِّن نومك.

هناك أدوية كثيرة جدًّا مفيدة، السوركويل دواء ممتاز، لكنه يحتاج إلى تدعيم، أرجو أن تتوقف عن تناول البنادول نايت، الرياضة يجب أن تأخذ حيزًا كبيرًا في حياتك؛ لأنها تقوي النفوس، تقوي الأجسام، وتحسِّن النوم.

أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً