الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أعمل على إصلاح العلاقة بيني وبين أخي؟

السؤال

السلام عليكم.

أخي هجرني منذ سنوات عديدة، ولا يكلمني إلا ليستفزني، أو ليشتمني، وينقص من قدري، ولا أعلم سبب ذلك، أنا لم أقترف شيئا في حقه، يعاملني كقطعة أثاث وليس كبشر، فلا يعيرني أي اهتمام، هل هذه حالة نفسية؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سلمى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك في موقعك "إسلام ويب"، وإنَّا سعداء بتواصلك معنا، ونسأل الله أن يحفظك من كل مكروه، وأن يقدِّر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به، وبخصوصِ ما تفضلت بالسُّؤال عنه، فإنَّنا نحبُّ أن نجيبك من خلال ما يلي:

أولا: شكر الله لك حرصك على التواصل مع أخيك، وعلى طلبك الخير من خلال صلة رحمك، نسأل الله أن يوفقك لكل خير، وأن يذهب ما بينك وبين أخيك من محن.

ثانيا: كنا نود أن نعرف عمر أخيك، هل هو كبير أم صغير؟ وهل متزوج أم لا؟ فإن لكل مرحلة عمرية أسبابها.

ثالثا: لا بد أن تعلمي -أختنا الفاضلة- أن الواصل الحق هو الذي يصل من قطعه، ويحسن إلى من أساء إليه، وقد روى أبو هريرة : أَنَّ رَجُلًا قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لِي قَرَابَةً أَصِلُهُمْ وَيَقْطَعُونِي، وَأُحْسِنُ إِلَيْهِمْ وَيُسِيئُونَ إِلَيَّ، وَأَحْلُمُ عَنْهُمْ وَيَجْهَلُونَ عَلَيَّ فَقَالَ: لَئِنْ كُنْتَ كَمَا قُلْتَ فَكَأَنَّمَا تُسِفُّهُمْ الْمَلَّ (أي تطعمهم الرماد الحار) وَلَا يَزَالُ مَعَكَ مِنْ اللَّهِ ظَهِيرٌ عَلَيْهِمْ مَا دُمْتَ عَلَى ذَلِكَ.
والشاهد -أختنا الكريمة- أن الواصل الحق هو الذي ينظر إلى ما يجب عليه أكثر من نظره إلى ما يحق له، وهو الذي يقابل السيئة بالحسنة، ويعفو عمن أساء إليه.

رابعا: لكل ظاهرة أسباب دافعة، وطريقة أخيك معك لا شك لها أسباب، ومعرفة تلك الأسباب يقطع عليك نصف الطريق، ولذا نرجو منك الحديث إليه بصراحة ووضوح وحب وود وتفاهم.

خامسا: إذا حالت بينك وبين الحديث إليه مشافهة حوائل، فيمكنك الحديث إلى أمك، وسؤالك إياها عن الصواب والخطأ في طريقة معاملتك لأخيك، ويمكنها أن تلعب دور الوسيط بينكما لفهم الأسباب منه.

سادسا: هل جربت يوما أن تهديه -أختنا- هدية، إن لم تكوني قد فعلت، فابدئي بذلك واعطيه إياها في مناسبة سعيدة له، فالهدية من أعظم الأسباب الجالبة للمحبة وتأليف القلوب، وشيوع المودة والألفة والترابط ، وقد قال الشاعر :
هدايا الناس بعضهمُ لبعضٍ تولـد في قـلوبهـم الوصـالا
وتزرع في الضمير هـواً ووداً وتكسوهُ إذا حضروا جمالا
وقد حرص النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ على ذلك فقال: ( تَهَادُوا تَحَابُّوا ).

وأخيرا لا تقلقي من سوء معاملة أخيك له، واعلمي أن هذا لا يدل على كرهه أو بغضه لك، وإنما قد يعود إلى طبيعة المرحلة التي يعيشها، أو طريقة التعامل التي تتعاملين بها معه، وهذه عوارض تنتهي -إن شاء الله-، المهم ألا تقطعين حبال تواصلك معه، وأكثري من الدعاء له، نسأل الله أن يصلح ما بينكما، والله المستعان.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • ألمانيا نينا

    وانا نفس الشي

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً