الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر أني في عالم آخر أو في مكان فيه أناس كثر.. هل هذا من أثر الحشيش؟

السؤال

السلام عليكم.

منذ 3 سنوات تناولت سجائر من الحشيش في يوم من الأيام مع أصحابي إلى أن راودني شعور كان الصوت يتكرر، ثم شعرت بالخوف، وزيادة في ضربات القلب، مع الشعور بالدوار في الرأس، ورعشة في ركبتي إلى إن نمت، ثم رجعت الأعراض في اليوم الثاني، ثم أصبحت أشعر بضربات القلب.

ذهبت إلى الطبيب فوجدت كل شيء سليما، ثم توقفت عن شرب المنبهات، وذهبت إلى طبيب نفسي، فقال: لدي نوبات هلع، وأعطاني دواءً، لكني لم أشربه؛ لأن أبي قال لي: ستدمن عليه.

هذه الأيام أحيانًا أشعر كأني في عالم آخر عند سياقة السيارة، أو في مكان فيه ناس كثر، أو عند الاقتراب من الشجرة، أو ما شابه ذلك، فما هذا؟

أرجوكم أعطوني حلاً، وشكرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ amine حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أيها الفاضل الكريم: شُرب أو تعاطي الحشيش لا يُسبب فقط الإدمان، الحشيش مادة خطيرة جدًّا، حرَّمها العلماء بالإجماع، إِنْ سألتُ سؤالاً: أهِي من الطيبات أم من الخبائث؟ ستُجيب ويُجيب الجميع: هي من الخبائث، وهذا ما قرره الله تعالى في القرآن في رسالة النبي بأنه {يُحِلُّ لهم الطيبات ويُحرِّم عليهم الخبائث}، والنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: (لا ضرر ولا ضرار)، وفي ذات الوقت هي تؤدي إلى تدميرٍ لخلايا الدماغ، وتؤدي إلى تغيرات هائلة في وجدان الإنسان، تؤثِّر على الحيوانات المنوية ولا شك في ذلك، أمراض السرطانات – خاصة سرطان الرئة – مقترنة اقترانًا بتعاطي الحشيش.

فيا أيها الفاضل الكريم: قرارك يجب أن يكون حازمًا وقويًّا ومبنيًا على قاعدة ثابتة، على الأسس التي ذكرناها لك، أعني قرار إقلاعك عن تعاطي الحشيش، وعليك – أخِي الكريم – أن تسأل الله تعالى أن يغفر لك ما مضى، وتسأله العون.

أيها الفاضل الكريم: تناولك للحشيش أدى إلى تهيج كيميائي لمواد معينة تُفرز داخل الدماغ تُسمى بالموصلات العصبية، وهذا التهيُّج والانفراط في إفراز هذه المواد بصورة غير منتظمة أدى أيضًا إلى تغيرات كيميائية أخرى، أدى إلى إفراز مادة الـ (أدرينالين adrenaline) بصورة غير منضبطة، مما أعطاك الشعور بالدوَّار، وتسارع ضربات القلب والرعشة التي أصابتك.

إذًا العملية هي عملية فسيولوجية كيميائية بحتة، والذي يظهر لي أن لديك استعدادًا أصلاً لمثل هذه التفاعلات السلبية، وفي ذات الوقت قد تكون مادة الحشيش التي تناولتها عالية التركيز، أو أنه قد أُضيف إليها مكوِّنٍ آخر لا تعلمه أنت ولا أنا.

عمومًا – أخِي الكريم – حالتك إذًا هي نوع من الرعب، نوع من الرهبة التي أصابتك، والعلاج الأساسي قطعًا هو في الابتعاد عن الحشيش، وأحسبُ أنك قد ابتعدتَ، وفي ذات الوقت عليك أن تمارس الرياضة، وأن تتواصل مع الناس، وأن تتناول أحد الأدوية التي تُساعدك في زوال شعورك بالتغرب أو ما نسميه بـ (اضطراب الأنّيَّة)، والذي هو قطعًا جزءً من القلق والتوترات التي أصابتك.

إنِ استطعت أن تذهب إلى طبيبٍ نفسيٍ فهذا أمرٌ جيد، وإن لم تستطع – إذا كان عمرك أكثر من عشرين عامًا – دواء يعرف تجاريًا باسم (دوجماتيل Dogmatil)، والذي يسمى علميًا باسم (سلبرايد Sulipride) سيكون مثاليًا جدًّا بالنسبة لك، والجرعة هي كبسولة صباحًا وكبسولة مساءً، وقوة الكبسولة هي خمسين مليجرامًا، تتناولها لمدة شهرين، ثم تجعلها كبسولة واحدة ليلاً لمدة شهرٍ، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً