الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الوسواس القهري في كل شيء .. هل من علاج لذلك؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

مشكلتي بدأت منذ 8 سنوات، وعمري الآن 29 عاماً، حيث بدأ معي الوسواس القهري في شتى الأمور، ورهابٌ اجتماعي ومخاوف لا مبرر لها، وسوء هضم مزمن يخف إذا أخذت مضادات الحموضة.

والآن عندي نحافة بسبب مشكلة الهضم، رغم أن أكلي طبيعي وشهيتي جيدة، ولكني أتعب كلما تناولت الطعام، ونفسيتي تسوء وخفقان بفم المعدة، وأكون مرتاحاً عندما تكون معدتي فارغة، والغريب أني لا أشعر بالألم في معدتي وإنما هو فقط ارتجاع للطعام وتجشأٌ وتخف الحالة عندما أتناول مضاداً للحموضة.

قمت بزيارة الطبيب أكثر من مرة، وقال بأنها أعصاب المعدة، وكل مرة يصف لي مضادات للحموضة، وكذلك زرت طبيبا نفسيا فشرحت له المشكلة وأعطاني انفرانيل لكني تركته بعد أسابيع من استعماله بسبب آثاره الجانبية.

كل تفكيري الآن منشغل فقط بمشاكل الهضم والوساوس، وأظن أن هناك علاقة بينهما.

من فضلك يا دكتور: أريد حلاً لمشكلتي، وأرجو أن تصف لي علاجاً يخلصني من متاعبي؛ لأني لم أعد أفكر بالمستقبل، وكل تفكيري منصب حول مشكلتي.

ولك جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إسماعيل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء.

الوسواس القهري؛ له مكوّنٌ رئيسي وهو القلق النفسي، وفي بعض الأحيان يكون مصحوبًا بشيء من المخاوف، وفي حالتك أنت لديك خوف اجتماعي، وكذلك الخوف التوقعي الذي لا مبرر له.

إذًا تشخيص حالتك هي أنك تعاني مما نسميه بقلق المخاوف الوسواسي من الدرجة البسيطة، وهذا مصحوب بأعراض تجسدية أو ما يسمى بأعراض الجسْدنة، ومعظم أعراضك مرتبطة بالجهاز الهضمي، وهذه العلاقة معروفة: القلق مع أعراض الجهاز الهضمي، والبعض يسميها بـ (أعراض نفسُ جسدية/نفسوجسدية/سيكوسوماتية).

الموضوع –إن شاء الله– في غاية البساطة، الذي أريده منك أولاً: أن تكثف من ممارسة الرياضة، هذا علاج أساسي.

الأمر الآخر: نظِّم وقتك، وعليك بالنوم المبكر، هذا مهم جدًّا، وأيضًا مارس تمارين الاسترخاء، وقطعًا الدعاء بعمقٍ وتيقنٍ بالإجابة فيه خير كثير للإنسان، يبعث الكثير من الراحة والطمأنينة للنفس البشرية.

الوساوس والمخاوف تعالج عن طريق التحقير لها وعدم مناقشتها.

الشيء الجميل في حالتك هي أنها سوف تستجيب استجابة ممتازة للعلاجات الدوائية.

الطبيب أعطاك الأنفرانيل، لم تستطع تحمُّله، وهذا يحدث؛ لأن هذا الدواء بالرغم من أنه ممتاز لكن بالفعل قد يُسبب بعض الآثار الجانبية لبعض الناس.

أفضل دواء سوف تستفيد منه هو العقار الذي يُعرف تجاريًا باسم (زولفت Zoloft) أو يعرف تجاريًا باسم (لسترال Lustral)، ويسمى علميًا باسم (سيرترالين Sertraline)، يُضاف إليه دواء آخر بسيط جدًّا يعرف تجاريًا باسم (دوجماتيل Dogmatil)، ويعرف علميًا باسم (سلبرايد Sulipride).

أريدك أن تبدأ أولاً بتناول الدوجماتيل، ابدأ بــ 50 مليجراما صباحًا ومساءً، لن تحسَّ بأي آثار سلبية، استمر على هذه الجرعة لمدة أسبوعين، بعد ذلك ابدأ في تناول السيرترالين بجرعة نصف حبة (25 مليجراما) حيث إن الحبة تحتوي على 50 مليجراما، استمر على هذه التشكيلة الدوائية لمدة شهرٍ، بعد ذلك ارفع السيرترالين واجعل الجرعة حبة واحدة ليلاً، وهذه هي الجرعة العلاجية في حالتك، والتي يجب أن تستمر عليها لمدة ستة أشهر، وهذه ليست مدة طويلة، بعد انقضاء الــ 6 أشهر اجعل السيرترالين نصف حبة ليلاً لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين أيضًا، ثم توقف عن تناول السيرترالين.

أما بالنسبة للدوجماتيل فتستمر على جرعة حبة صباحًا ومساءً لمدة شهرين، ثم تجعلها حبة أو كبسولة صباحًا لمدة شهرٍ، ثم تتوقف عن تناوله.

أخي الكريم: هذا هو الذي أراه لعلاج حالتك، وأنا على ثقة تامة أنك إذا طبقت ما ذكرته لك من إرشاد وتناولت ما وصفته لك من أدوية، بإذن الله تعالى سوف يزول ما بك، وتتمتع بالصحة والعافية إن شاء الله تعالى.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً