الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يستمر الحمل، وتتكرر الإجهاضات، فما السبب وما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أود أن أشكركم على هذا الموقع الطيب.

أنا متزوجة، ومشكلتي تأخر الحمل لمدة سنتين، ومنذ الشهور الأولى وأنا أنتظر بشرى الحمل ولم تتحقق، لذلك قررت بعد 6 أشهر استشارة طبيبة متخصصة.

وبعد الكشف بالسونار الداخلي، أخبرتني بوجود تكيس على المبايض، ووصفت لي الكلوميد واستعملته، وحدث الحمل مباشرة في نفس الشهر، ولكن الحمل لم يدم أكثر من أسبوعين، حيث تم الإجهاض، ولم تكتمل فرحتي.

وفي تلك الفترة عملت عدة تحاليل، منها الغدة الدرقية، وفيتامين دال، والهرمونات وغيرها، والنتيجة أن جميعها سليمة، ما عدا فيتامين دال، فيه نقص حاد بدرجة 6، أخذت أدوية لعلاج ذلك، واستمررت في العلاج لمدة 4 أشهر، وبعدها توقفت عنه، ولم أتعالج من نقص فيتامين دال.

بعدما أكملت سنة من زواجي، ذهبت إلى طبيبة أخرى، أخبرتني أيضا بتكيس المبايض، وفحصت زوجي، واتضح أنه سليم، مع وجود لزوجة في الحيوانات المنوية، فوصفت له أدوية، استمر في أخذها لمدة شهرين تقريبا، ووصفت لي الكلوميد، فحملت، وكالمرة السابقة تم الإجهاض بعد تأخر الدورة خمسة أيام.

ساءت حالتي النفسية هذه المرة، وتخوفت من الإجهاضات المتكررة، ولكنني انتظرت لمدة خمسة أشهر، وفيها تعاملت مرتين مع طبيبة شعبية، أخبرتني أن المبايض لا تعمل بشكل طبيعي، خاصة الأيسر.

استعملت بعض الأعشاب، مثل الميرامية والبردقوش، ونظمت جدول الغذاء، لكن زوجي أصر على العلاج في المستشفى، وبعد خمسة أشهر عدت إلى المستشفى، وكان التشخيص نفسه لطبيبة أخرى، وهو موضوع التكيسات، وأعطتني كلوميد، مع جلوكوفاج، وحمض الفوليك.

في هذا الشهر، وعند الفحص تبين وجود ثلاث بويضات كبيرة، تتفاوت أحجامهن 18-22، وأعطتني الطبيبة إبرة تفجيرية، لإحداث حمل متعدد التوأم، ولكن -للأسف- لم يحدث الحمل، ونزلت الدورة قبل موعدها بثلاثة أيام، وما زلت مستمرة في استعمال الكلوميد، ونفس الدوامة، لا جديد، إما إسقاط بعد عناء، وإما نتيجة سلبية.

الرجاء من الأطباء الأفاضل بيان السبب الحقيقي للإجهاض وعدم الحمل، تعبنا من الانتظار، وصرف الأموال، ومع كل إجهاض فترة تنظيف ما بعد الإجهاض، والأيام تمضي ونحن هذا حالنا.

الرجاء نصحي بخطوات أتبعها، أو ذكر مستشفى يمكن الوثوق به، حتى السفر إلى الأردن أو مصر أو أي مكان، ولكم جزيل الشكر والعرفان للخدمة التي تقدمونها، و-إن شاء الله- في ميزان حسناتكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ صباح حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكر لك كلماتك الطيبة، ونسأل الله عز وجل أن يوفق الجميع إلى ما يحب ويرضى، ونرحب بتواصلك مع الشبكة الإسلامية دائما.

عندما يتم تشخيص تكيس المبيضين، فالأفضل علاج الحالة أولا بشكل جيد، قبل البدء بتنشيط المبيضين، فمن المعروف بأن الحمل قد يحدث مع التكيس، لكن نسبة الإجهاض حينها ستكون أعلى من النسبة الطبيعية؛ لأن البويضة في المبيض المتكيس، وإن وصلت لحجم جيد من الناحية الشكلية، وعند تناول الكلوميد، إلا أنها قد لا تكون ناضجة من الناحية الوظيفية بشكل جيد، وبالتالي قد يحدث الحمل, لكن قد لا يستمر لعدم قدرة المضغة على إتمام تطورها وانقسامها بشكل طبيعي، ولقد تبين بأن علاج التكيس بشكل جيد، والسيطرة عليه قبل الحمل، يحسن كثيرا في نوعية التبويض، ويخفض بشكل ملحوظ من احتمال حدوث الإجهاض -بإذن الله تعالى-.

إذا -يا عزيزتي- وبالرغم من أن الغالبية العظمى من حالات تكرر الإجهاض هي حالات مجهولة السبب، أي لا نتمكن من إيجاد تفسير لحدوثها، إلا أنه وفي مثل حالتك، قد يكون سبب تكرر الإجهاض، هو عدم السيطرة على حالة تكيس المبايض قبل حدوث الحمل، لذلك أقترح عليك ما يلي:

1- خفض وزنك إن كان زائدا عن الحد الطبيعي، وذلك عن طريق اتباع حمية صحية ومدروسة.

2- ممارسة الرياضة بشكل يومي، لمدة من نصف ساعة إلى ساعة.

3- تناول الغلكوفاج بجرعة علاجية هي: حبة واحدة يوميا من عيار 500 ملغ في الأسبوع الأول، ثم حبتين يوميا في الأسبوع الثاني, ثم ثلاث حبات في الأسبوع الثالث، ثم الاستمرار على ثلاث حبات بعد ذلك، ولمدة لا تقل عن 6 أشهر.

4- إذا حدث الحمل خلال هذه الفترة، فهذا هو المطلوب، وإن لم يحدث، فيمكن عندها البدء بتنشيط المبيضين عن طريق الكلوميد.

5- وعند حدوث الحمل أنصحك بالاستمرار في تناول الغلكوفاج، لكن بجرعة حبتين يوميا فقط، فلقد تبين بأن تناوله في خلال الأشهر الأولى، يقلل من احتمال الإجهاض عند من كانت تعاني من تكيس في المبايض.

نسأل الله -عز وجل- أن يمن عليك بثوب الصحة والعافية دائما، وأن يرزقك بما تقر به عينك عما قريب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً