الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تَقدم الخُطاب لي ثم انصرافهم عني بدون ذكر الأسباب سبب لي اليأس

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة ملتزمة -ولله الحمد-، حافظة للقرآن، وأعمل في مجال تعليمي، ومستواي التعليمي عالي، وأتمتع بصفات خَلقية وخُلقية جيدة -ولله الحمد-.

تقدم لخطبتي شاب مستواه المادي جيد، وعلى دين وخلق، ولكنه طلب مني بعض التنازلات في الدين مثل: نزع غطاء الوجه عند الرجال؛ وذلك لطلب أمه منه، فرفضت، ولم تتم الخطبة.

ثم تقدم شخصٌ آخر مستواه المادي جيد أيضا، ولكن وقبل العقد انسحب دون ذكر الأسباب.

ثم تقدم شخص ثالث وكان أفضلهم على الإطلاق، وعلى دين وخلق ومكانة، وبعد النظرة الشرعية والاستخارة شعرت بانشراح، ولم أشعر بالنفور، وأخبرتنا والدته بأن العقد سيتم، وأنه موافق، ثم بعد ساعات قليلة من القرار عادت لنا والدته وأخبرتنا بأنه يشعر بضيق ونفور وعدم انشراح، وأن الأمر لن يتم.

أريد أن أفهم كيف يكون الانشراح؟ وهل ما قالته لي سبب مقنع؟ العمر يمضي، والفرص تقل، وأنا أصبت باليأس من الخطاب لكثرة عددهم، ماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ وريف حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يصلح الأحوال، وأن يكرمك بصالح مصلح من الرجال، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.

ليس هناك داع للانزعاج، وإذا كان في الشاب خير فسوف يأتي الله به، وسوف يسوق الله الخير، ولكن لكل أجل كتاب، فحصني نفسك، وحافظي على الأذكار في الغدو والآصال والأسحار، وتوجهي إلى من يقدر الأقدار.

وأرجو أن تطمئني، فالعظيم لن يضيع من تقبل على كتابه، وسوف يأتيك الخير، ومن تركت شيئا لله عوضها الله خيراً، ونتمنى أن تحسنوا استقبال من يطرق الباب، واسألوا عنه، ومن حقه أن يسأل عنكم، فإذا حصل الوفاق والاتفاق، والتعارف بين العائلتين فسيتم الزواج -بإذن الله-؛ لأن الزواج ليس فقط علاقة بين شاب وفتاة، بل هو لقاء بين قبيلتين وأسرتين، ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يغفر ذنبنا وذنبكم.

أما بالنسبة لمسألة الضيق الذي يحصل بعد الانشراح والارتياح: فلا ينبغي الالتفات إليه، وليس في وجود الصعوبات أو الضيق دليل على أن الأمر ليس فيه خير؛ لأن الصعوبات من طبيعة الحياة التي لا تخلو من الأكدار والمنغصات، وعلينا أن ننظر في الضيق الحاصل، فإن كانت له أسباب فنعمل على إزالتها، وإن لم تكن هناك أسباب فعلينا أن نقرأ على أنفسنا الرقية الشرعية، ونتعوذ بالله من شيطان لا يريد لنا الزواج ولا الخير.

ونحب أن ننبه الشباب والفتيات إلى أن هناك مقدارا طبيعيا من الانزعاج؛ لأن العواطف تتأخر، ويتقدم العقل، وتتذكر الفتاة المسؤوليات، وفراق أهلها، والمستقبل وهكذا، ويتذكر الشاب أنه أصبح مسؤولا عن شخص آخر، وبيت جديد.

ومن هنا فنحن نوصي الجميع بتقوى الله، ثم بتجنب الاستعجال في اتخاذ القرارات، والإنسان لا يندم على التأني، ولكنه يندم على الاستعجال، ونوصيك بالرضا بقضاء الله وقدره، واعلمي أن عمر بن عبد العزيز -رضي الله عنه- كان يقول: كنا نرى سعادتنا في مواطن الأقدار وما يختاره العظيم للإنسان أفضل مما يريده لنفسه، وعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً، وذهاب الشاب منذ البداية أفضل من خروجه من حياتك بعد الدخول ومجيء الأطفال.

ونحن من جانبنا نسأل الله لك الخير، والتوفيق والسداد، سعدنا بتواصلك، ونفرح بالاستمرار، ونسأل الله أن يسعدك، وأن يحقق لك الاستقرار.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً