الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشكو من الوساوس المتعلقة بغشاء البكارة والعذرية وأريد نصيحتكم

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أحتاج مساعدتكم لاسترجاع ثقتي بنفسي، فأنا فتاة مخطوبة وزواجي قريب.

مرضت بالوساوس، وأصبحت أشك في عذريتي، فذهبت إلى الطبيبة، وبعد الفحص أخبرتني بأنني عذراء، لكنّني عندما خرجت منها شعرت بجرح، وحينما عدت للمنزل وجدت جرحي يدمي، فانتابتني الوساوس أكثر من السابق، ولم أستطع الرجوع لها بسبب انتهاء ساعات العمل، وكان الغد يوم عطلة، فذهبت لطبيبة أخرى.

كل شيء جيد، لكن الوساوس لم تتركني، فأي شيء يخيفني ويقلقني كالمرش أو الحفاضة النسائيّة وغيرها، لا أفهم ماذا أفعل؟ لا أستطيع أن أذهب مرّة أخرى إلى الطبيبة، فأنا الآن أدعو الله تعالى أن يشفيني ويريح قلبي ويسترني، وأريد أن أستعين بنصيحتكم كي تساعدوني، أرجوكم أريد ردكم فهو يهمني ويريحني.

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ khawla حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أتفهم خوفك وقلقك -يا ابنتي-، وهذا أمر طبيعي تشعر به كثير من الفتيات المقبلات على الزواج, لكن يجب ألا يتحول هذا الخوف إلى وساوس تنغص عليك فرحة هذه المناسبة.

وبما أن أكثر من طبيبة قد أكدت لك بأن غشاء البكارة عندك سليم, فهذا يعني حتما بأنه سليم, فهذه هي الحقيقة, وبالتالي ابدئي من هنا, وأعلمي بأن ما يخطر على ذهنك هي مجرد أفكار فقط, وهي أفكار من صنع ذهنك في تلك اللحظة، أو الظرف الذي تكونين فيه فقط.

ولمساعدتك أقول: لو أنك دققت في روتين يومك, لوجدت بأن هنالك أوقاتاً أو أماكن معينة تنشط فيها هذه الأفكار في ذهنك, وللتخلص من هذه الأفكار يجب عليك معرفة هذه الأوقات أو الأماكن التي تضعفين فيها، وتتمكن منك هذه الأفكار, ثم قومي بتغيير هذه الظروف.

مثلاً: إن كانت هذه الأفكار تراودك حين تكونين وحيدة في غرفتك, فبمجرد شعورك بأنها خطرت على ذهنك انهضي من مكانك فوراً وغادري الغرفة, وتحدثي إلى نفسك بصوت تسمعينه وقولي لها: (أعرف بأن هذه الأفكار ليست صحيحة, بل هي مجرد أفكار تسيطر على ذهني الآن بالذات, ولن أسمح لها بأن تتمكن من السيطرة علي, بل سأقوم بإبعادها, وقومي بمغادرة الغرفة فوراً, ثم أشغلي نفسك بعمل تحبينه, وستجدي بأن هذه الأفكار قد تشتت في ذهنك, وكرري الأمر في حال راودتك الأفكار ثانية, إلى أن يتشكل لديك منعكس عصبي لا إرادي, بحيث تجدين نفسك وبشكل عفوي قد نهضت وقررت تغيير المكان الذي ينشط الفكرة في ذهنك إلى مكان آخر يبعدها عنه, وعندما تنجحين في مرة، ستشعرين بسعادة كبيرة, وستزاد ثقتك بنفسك وبقدرتك على السيطرة على أفكارك, والنجاح سيقودك إلى نجاحات أخرى -بإذنن الله-، وتذكري بأن هذه الأفكار هي أفكار مؤقتة, لأنها مرتبطة بالزواج, أي ستزول تلقائياً بعد الزواج -إن شاء الله تعالى-.

نبارك زواجك مقدماً, ونسأل الله عز وجل أن يكتب لك فيه كل الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً