الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الاكتئاب فما سببه؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة عمري 18 سنة، أعيش وسط عائلتي الصغيرة أمي وأبي، ولدي كل أسباب السعادة، وأصلي وأقرأ القرآن، ولكنني في بعض الأحيان أشعر بالاكتئاب والحزن، وقد تستمر هذه الحالة لمدة ثلاثة أيام متواصلة، ولا تكون تلك الحالة مرتبطة بالدورة الشهرية، فقد تأتيني بعد الدورة بأسبوع.

عندما أكون بهذه الحالة لا أقبل الكلام مع أي شخص، وأجلس بمفردي؛ لشعوري بالحزن إذا اختلطت بالناس، مع أنني فتاة اجتماعية وأساعد من حولي، أتعبتني هذه الحالة، فما سببها؟

أفيدوني جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ lotos حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

حالات الحزن العابرة، والاكتئاب قصير المدى، هي معروفة جدًّا في فترة اليفاعة والشباب، وتكثر خاصة عند الإناث، وهذه الحالات -إن شاء الله تعالى- عابرة تمامًا، بمعنى أنها مؤقتة ولن تستمر معك.

الذي أريده منك هو: أن لا تفكري تفكيرًا نمطيًا، بمعنى ألا تعتقدي أن هذه النوبة سوف تأتيك في كل مرة، لا، فمجرد التفكير على هذه الطريقة -أي أنها سوف تأتيك وسوف تعاودك، وأنها مزمنة ومتكررة-، هذا في حد ذاته يجلب لك الشعور بعسر المزاج، فلا تتوقعيها، وتجاهليها تمامًا، وعيشي حياتك بقوة، وحتى إن أتاك شيء من الحزن فقومي بالتدبُّر والتفكُّر في حدثٍ جميلٍ وسعيدٍ حدث لك، خاصة أن حياتك كلها طيبة وكلها سعيدة، فتذكر ما هو جميل يُغيِّرُ المشاعر، ويُغيِّرُ الأفكار ويُبدِّلُها، ويجعلها أكثر إيجابية.

أنصح أيضًا بأن تمارسي أي نوع من الرياضة، الرياضة تؤدي إلى توازن نفسي، تؤدي إلى توازن هرموني، ويُبعد عنك عُسر المزاج المؤقت هذا -إن شاء الله تعالى-، واحرصي دائمًا على النوم الليلي المبكر؛ لأن ذلك سوف يُجنبك الإجهاد، حيث إن الإجهاد حتى وإن لم يشعر به الإنسان ربما يكون سببًا في الشعور بالكدر في بعض الأحيان.

تطبيق تمارين الاسترخاء، أيضًا مفيدة جدًّا، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم (2136015) أرجو الاطلاع عليها وتطبيق تفاصيلها بدقة.

أريدك -أيتها الفاضلة الكريمة- أن تُركّزي على دراستك، وأن يكون لك آمال وطموحات، أن تكون لك خارطة لبناء المستقبل، هذا كله يزيح الأحزان والأفكار السلبية التي ربما تعتري الإنسان من وقتٍ لآخر، وقطعًا -وبفضل الله تعالى- أنت حريصة على صلاتك وتلاوة القرآن، فأكثري من ذلك، وحافظي على الأذكار، وأكثري من الدعاء، وقطعًا أنت بارَّةً بوالديك، بر الوالدين يُوصل الإنسان إلى مرحلة الرضا، والرضا هو أعلى درجات السعادة، -وإن شاء الله تعالى- أنت حريصة على بر والديك.

باركَ الله فيك، وجزاك خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً