الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الوسواس القهري يعود لي بين فينة وأخرى بعد إيقافي للعلاج .. أفيدوني

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

أنا مصاب بالوسواس القهري، وقد نصحتموني قبل خمس سنوات بالبروزاك، واستخدمته حسب التعليمات وأفادني.

بقيت حوالي أربعة أشهر بعد إيقافه بخير، -والحمد لله- ولكن عاد لي الوسواس مرة أخرى، وعدت للعلاج بعد سنتين حسب التعليمات السابقة، وأفادني، والآن بعد أربعة أشهر من ترك العلاج عاد لي الوسواس، فبماذا تنصحوني؟

جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ صالح حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أخي الكريم: بعض الوساوس خاصة الوساوس الفكرية ذات طابع انتكاسي، بمعنى أنها قد تأتي للإنسان من وقتٍ لآخر، لكن نوبات الوساوس التي تأتي في مرحلة لاحقة تكون أخف من النوبات الأولى.

العلاج الدوائي فوائده فوائد عظيمة جدًّا، وأتفق معك أن بعد التوقف من الدواء ربما تحدث انتكاسات، لذا نقول للناس: لا بد أن تُدعموا الآليات السلوكية لعلاج الوساوس، لأن الذي يُطبق التعليمات السلوكية هذا فيه وقاية كبيرة جدًّا، ويُؤدي إلى منع الانتكاسات.

فيا أخِي الكريم: أريدك بالفعل أن تتدارس أفكارك الوسواسية هذه، تتدارسها دون أن تحاول تفسيرها بصورة نمطية؛ لأن ذلك يزيد من الوساوس، انظر إليها، تأمَّل في الوسواس، ثم بعد ذلك ابدأ في تحقيرها تحقيرًا كاملاً، وتجاهلها تجاهلاً مطلقًا، واربط الفكرة الوسواسية بأي حدث حياتي مؤلم؛ لأن الألم والوسواس لا يلتقيان أبدًا في نفسٍ بشرية واحدةٍ.

والإكثار من الاستغفار، وأن تستعيذ بالله من الشيطان الرجيم قطعًا هي من معالجات الوساوس الكبرى، وعليك – يا أخِي – بأن تمارس الرياضة، وأن تُحاول أن تكون في وضعٍ استرخائي دائمًا، وهنالك تمارين للاسترخاء موجودة على الشبكة العنكبوتية، وموقعنا أعدَّ في هذا السياق استشارة تحت رقم (2136015)، أرجو أن تتطلع عليها وتسترشد بها لتتعلم كيف تؤدي هذه التمارين، فهي مفيدة، الوساوس مرتبطة جدًّا بالقلق النفسي، وحين نعالج القلق من خلال الاسترخاء والآليات العلاجية الأخرى قطعًا هذا له عائد كبير جدًّا.

أخِي: ليس هنالك ما يمنع أن تبدأ مرة أخرى في تناول البروزاك، والجرعة يجب أن تكون عشرين مليجرامًا، هذه جرعة البداية، استعملها يوميًا لمدة شهر، بعد ذلك اجعلها أربعين مليجرامًا – أي كبسولتين في اليوم – وهذه أقل جرعة علاجية نافعة، والتي يجب أن تستمر عليها لمدة ثمانية أشهر، وهذه ليست مدة طويلة، بعد ذلك تناول البروزاك بجرعة كبسولة واحدة ليلاً لمدة عام، وهذه هي الجرعة الوقائية المطلوبة، ثم اجعلها كبسولة يومًا بعد يوم لمدة شهرٍ، ثم توقف عن تناول الدواء.

وكما ذكرت لك لا بد أن تسعى وتقوي وتوطِّن الآليات السلوكية التي تحدثنا عنها سلفًا.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً